مقالات

الحفرة الأولى في باطن الرحم

أسئلة مشروعة من الواجب على الناس في مختلف الطبقات التفكير في كنهها وحكمتها:

هل كنت مع موعد مع القدر عندما التصق الحيوان المنوي لوالدك أو غيره مع بويضة والدتك أو غيرها لتصير أنت؟ طبعًا لا؟

هل كنت تعرف ما هو المصير الذي كان من الممكن أن ينتظرك لو لم يحدث هذا الإلتصاق؟ طبعا كلنا يعرف، فسوف تتحول مكوناتك الأولية من الحيوان المنوي الذكري والبويضة الأنثوية، الي مخلفات بشرية، مثل مخلفات الهضم كالبول والبراز والعرق والدموع ، وتذهب مكوناتك الي المجاري، التي تطعم الأسماك وتروي المزروعات، فتصيب الناس بكل المهلكات، بفعل أهل الظلم والطغيان، أو كي تغمر الشوارع والأزقة والحارات، لغياب البيارات، ومن قبلها الشفافية والرقابة والمحاسبة، التي منعت بفعل الإستبداد، الذي لم يدرك في يوم من الأيام، أنه كان من الممكن أن يكون هو ومواده الأولية، مثل هذه المخلفات، ولكن لا عبرة لمن يعتبر، فالكل فجر بعد أن تعري من ورقة التوت التي تستر سوءته وعورته، إن كان له سوءة وعورة، بعد كل هذه المواعظ والعبر.

وهل تدرك ما الذي كان يمكن أن يحدث لك لو حدث لك خلل وظيفي أو تشريحي أو بيولوجي أو كيميائي أو نسيجي ووو…، في أثناء تكوين أي خلية أو نسيج أو عضوا أو جهاز من خلايا وانسجة واعضاء واجهزة جسمك ؟ عندما كنت في بطن أمك، طبعا كلنا يعرف العديد من الأمراض العضوية والجينية والوراثية، التي يمكن أن تقضي علي الإنسان، أو تصيبه بتخلف عقلي، أو تصيبه بمرض نفسي، أو يصبح معاق، فتتحول حياته الي جحيم لا يطاق.

وهل تعرف ما الذي يحدث لك أثناء تكوين خلايا جسمك، وانسجتك، واعضائك واجهزتك بهذا الشكل المعجز، وهل فكرت ما الذي كان سيحدث لك لو أن ذراعك كان في مكان أذنك وكانت أذنك مكان ذراعك، أو ذراعك مكان أنفك أو أنفك مكان ذراعك، أو حتي ذقنك مكان فمك وفمك مكان ذقنك، أو أصبحت لك يد واحدة بدل يدين، وفميين بدلا من فم واحد، فهل يمكن أن تتصور شكلك وأنت في هذا الوضع المقلوب، بعد أن خلقك الخالق في أحسن تقويم، أو حتي ماذ لو أصبح شكلك كرتوني؟

وهل فكرت وعللت لماذا خلق الله لك يد يمني وأخري يسري، فأصبح لك يدين إثنين ، وفم واحد، وليس فمين ؟ والا يعني ذلك إنك يجب أن تأكل نصف ما تنتج وليس كل ما تنتج .

وهل تعرف أو تتذكر ما الذي حدث لك وانت في الحفرة الأولية، داخل الرحم في بطن امك وفي مراحل تكوينك المختلفة ؟ لا ولن تتذكر

وهل تدرك ما الذي حدث لك لكي تتكون داخل الرحم؟ وكم من الوقت والجهد الذي استنفذ كي تتكون خلاياك وانسجتك واعضائك واجهزتك؟ واين ذهبت بقاياك بعد تكوينك؟

وهل تعلم مدي المعاناة التي عانيتها داخل الرحم ومعك أمك وابيك؟ حتي تصبح  بشرا سويا؟ بالطبع لا

هل تعرف كم من الخلايا والأنسجة التي تتكون منها أعضائك وأجهزتك ؟ طبعا لا؟

هل تفكر أين ذهبت المخلفات التي تركتها بعد تكوين أعضائك وأجهزتك داخل الرحم؟ لا

هل تستطيع أن تأخذ فرطة كعب وتعود مرة أخري للرحم كي يعاد تكوينك من جديد؟ لا

هل تعرف كيف دخلت الروح الي جسدك بعد تكوينه المادي؟ بالطبع لا

وهل تعرف اين استقرت هذه الروح داخل جسدك وفي أي مكان سكنت؟ بالطبع لا

وهل تعرف كيف يتم تسوية خلايا جسمك وانسجتك واعضائك اجهزتك؟

 

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب جامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »