الإعجاز في خلق الجن
الجن يمثل أحد أهم المخلوقات، التي خلقت من الماء، بعد خلق الملائكة وقبل خلق الإنسان، فإذا كانت الملائكة قد خلقت من نور، فإن الإنسان خلق من التقاء التراب مع النور.
خلق الجن من التقاء النار مع النور، وفي هذه الحالات الثلاثة للمخلوقات، نجد أن الملائكة ليست لها اختيار بل هي مسيرة، على غير التخيير في خلق الجن وخلق الإنسان.
وقال الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر، إنَّه إذا كانت الملائكة قد خلقت من نورانية الماء، فإن الإنسان خلق من هذه النورانية، والذي يعتبر ترابي نوراني.
الجن خلق من نيرانية النور، فأصبح نيراني نوراني، وهذا ما جعل خلق كل من الإنس والجن يختلفان عن خلق الملائكة النورانية.
إذا كان الشيطان قد خلق من قبس نيراني من قبس نوراني، فإن طغيان نورانية الجن على نيرانيته، بالطاعة والعبادة لله سبحانه وتعالى، تجعله طاووس الملائكة كما حدث مع إبليس.
إذا خرج عن إطار هذه الطاعة لله سبحانه وتعالى، فقد نورانيته وعاد إلى نيرانيته، فأصبح شيطان مطرود من رحمة ربه كما حدث مع إبليس.
وأوضح “يونس أن هذا فيه إعجاز عظيم، وقدرة هائلة على الخلق والنشأة والتصوير، لأن الحاجز بين كل من المستوى النوراني والمستوى النيراني للشيطان، هو الذي أعطاه هذه المنزلة العالية عند الله.
وكذلك هو الذي مكنه من التقدم على الملائكة في الطاعة، فاستعلاء النورانية على النيرانية في حالة إبليس، مكنته من أن يكون طاووس الملائكة، وعندما فقد النورانية بالمعصية عاد إلى نيرانيته، فأصبح شيطان مطرود من رحمته سبحانه وتعالى.
وكأن النورانية التي كان عليها الشيطان هي التي رفعته إلى أعلي عليين، وعندما فقد هذه النورانية بالمعصية، عاد إدراجه إلى أسفل سافلين، وهذا نموذج لمن يطيع الله سبحانه وتعالى ويعصاه، في شخص الشيطان.
الجن مخلوقات خلقها الله سبحانه وتعالى، من النار قبل خلق آدم، فقال تعالى: “قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ” (الأعراف/ 12).
وخلق من نار السموم كما قال تعالى: “وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ” (الحجر/ 27)، ومن لهب النار الصافي مصداقًا لقوله تعالى: “وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ” (الرحمن/ 15).
تعليق واحد