فلسفة الصحة والمرض في البهاق “2”
ما هو السر العظيم، الذي يخفيه مرض البهاق عن المريض وعن الطبيب؟ والذي يجب البحث عنه عند المريض وعند الطبيب؛ حتى نتمكن من فهم طبيعة وفلسفة العلاقة بين الصحة والمرض في مريض البهاق وهل يوجد سر حقيقي، وراء اختفاء اللون نتيجة موت الخلية الملونة، وهل هذا السر المكنون لا يدركه الناس بشكل عام ولا الأطباء بشكل خاص.
هذا ما ذكره الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر، عن مرض البهاق.
هناك سر عظيم وإعجاز كبير ولفت نظر سريع للمريض والطبيب، في فلسفة وجود مرض مثل البهاق في جلد الإنسان، فما هو يا ترى هذا السر العظيم وراء اختفاء اللون من جلد الانسان؟ أنه يظهر حقيقتين غائبتين عن وعي الجميع.
الحقيقة الأولى في مرض البهاق يقضي على فكر الملحد
لفت نظر إلى كل إنسان، ينكر وجود الله، عليه أن يراجع نفسه، لأن قضية إنكار وجود الله تهدم الأساس الذي بني عليها الكون والهدف الذي من أجله خلق الإنسان.
الملحد الذي ينكر وجود الله سبحانه وتعالى لأنه لا يراه، لا يرى الخلية الملونة الموجودة في جلده أو في جلد غيره، قبل إصابتها بمرض البهاق .
فإذا كان الملحد لا يرى الخلية الملونة، الموجودة في جلده السليم بعينيه، بالرغم من وجودها وإنتاجها للون الطبيعي المناسب للون جلده.
وإنما يرى لون جلده، فكيف ينكر وجود الله سبحانه وتعالى لأنه لا يراه، وهذا معناه أن وجود الخلية الملونة في الجلد السليم، والتي لا يراها الملحد تبطل فكرة الإلحاد.
الحقيقة الثانية في المرض يقضي على فكر الكافر
تؤكد أن وجود مرض البهاق، دليل قاطع على وجود البعث والفناء في الدنيا، في الخلية الملونة، والذي ينكره الكافر في الآخرة.
فإذا به يحدث له في الدنيا، في مرض البهاق الذي يصيب أجزاء من الجلد بالفناء، ويترك الأجزاء الأخرى بالبعث لتنتج لون.
نحن لا نري الخلية الملونة، الموجودة في الجلد، ولكننا نري لون الجلد، فإذا ظلت الخلية تنتج لون في طور البعث كان لون الجلد طبيعي.
وإذا ماتت الخلية الملونة في طور الفناء فقد الجلد لونه الطبيعي، وأصبح جلد أبيض شاهق البياض، فيظهر مرض البهاق بعد فناء الخلية الملونة.
الجلد الأبيض، الذي حدث فيه البهاق نتيجة موت وفناء الخلية الملونة، بجواره الخلية الملونة التي تنتج لون طبيعي في حالة البعث.
وهذا معناه أن فلسفة وجود مرض كالبهاق، ليس الهدف من وجوده بالدرجة الأولى، البحث عن العلاج، مع أن هذا ضروري للمريض.
إنما الهدف الأهم والأساسي والأبرز، هو لفت نظر الإنسان إلى وجود الله الذي ينكره الملحد ولفت النظر الإنسان، إلى وجود قضية البعث والفناء في الدنيا، التي ينكرها الكافر في الآخرة، فإذا بها تطارده في الدنيا.
تعليق واحد