فلسفة الصحة والمرض في الصدفية “3”
نحن لا نرى الخلية الكرياتينية، التي تمثل أكثر من 99% من حجم الجلد ووزنه، وكذلك لا نرى مادة الكرياتين البروتينية القوية، التي تنتجها مصانع الخلايا الكرياتينة الضخمة، والتي تحافظ علي الجِلد وتحميه، لكننا نرى فقط الجلد.
تلك رؤية طرحها الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر.
وتساءل: هل معنى عدم رؤيتنا للخلية الكرياتينية، التي تنتج الجلد الذي يغطي أجسامنا، بالرغم من وجودها، أنها غير موجودة لأننا لا نراها، أم أنها موجودة ولكننا لا نراها، ومالحكمة في ذلك؟
وجود الخلية الكرياتينية التي لا نراها دليل علمي قاطع، على وجود الله سبحانه وتعالى، بالرغم من أننا لا نراه.
لأننا لا نرى الخلية الكرياتينية التي تنتج الجلد في أجسامنا مع أنَّها موجودة.
فلسفة الصحة والمرض في الصدفية
هذه الحقية العلمية المؤكدة والقاطعة والثابتة، التي يُمكن أنْ نستنبطها من خلايا الجلد السليم، الذي يحتوي على العديد من مصانع الإنتاج اللازمة لوجود الجلد، والحفاظ عليه ولكننا لا نراها، بل نرى أثرها في الحفاظ على وجود الجِلد وفي بقائه بصحة وعافية خاليًّا من الأمراض.
وفي الوقت ذاته لا نرى عملية البناء التي تحدث للجلد، والتي تليها عملية الهدم في سلسلة متصلة الحلقات من البعث والفناء.
ما يؤكد بشكل علمي ثابت ويقيني قاطع، حدوث البعث والفناء في الدنيا، الذي ينكره الكافر في الآخرة.
ولولا البعث والفناء الذي يحدث للجلد، ما عاش الجلد لحظة واحدة، وما حدث فيه صيانة دائمة بشكل ذاتي.
كما أن الجلد السليم، يحتفظ بسر الأسرار وقدس الأقداس، والذي يؤكد بما لا يدع مجال للشك وجود الله سبحانه وتعالى، وتبوت قضية البعث والفناء في الدنيا.
الجلد المريض بمرض الصدفية المناعي المزمن، يؤكد هذه الحقيقة العلمية الثابتة، فيظهر لنا الخلايا الكرياتينية، التي لا نراها في الشخص السليم.
فإذا بها تظهر في الشخص المريض لتؤكد لنا بالمشاهدة، وجود الخلية الكرياتينية، التي لا نراها في حال صحة وسلامة الجِلد من الأمراض.
ظهور المرض في الجلد يؤكد البعث والفناء
ظهور مرض الصدفية المناعي المزمن، في جلد الشخص المصاب، يؤكد حقيقة حدوث البعث والفناء في الدنيا، بشكل علمي مدهش ومدروس.
كأننا أمام كائن يسمي الجلد، يثبت لنا حقيقة وقوع البعث والفناء في الدنيا، في صورة البثور الحمراء المنتشرة في الجِلد، والتي تؤكد لنا ظهور الخلية الكرياتينية في مرض الصدفية والتي لم نراها في الجلد السليم.
ومن هنا تظهر حقيقة فلسفة الصحة في الجِلد السليم، وفلسفة المرض في الجلد المريض، وما بين الفلسفتين، تكمن حقيقتين علميتين، تؤكدان وجود الله سبحانه وتعالى حتى ولو لم نراه.
وكذلك يؤكد قضية البعث والفناء في خلايا الجلد، ومن هنا تكمن الأسرار، الواجب استنباطها، لمعرفة طبيعة العلاقة بين الصحة والجلد، في الشخص السليم، وطبيعة العلاقة بين المرض والجلد المصاب بمرض الصدفية.
تعليق واحد