الله يحتفل بميلاد النبي في سورة الفيل “2”
لو أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان غير مهم ما احتفل به ربه واحتفى في سورة الفيل، وما تم تسجيل شهادة ميلاد له، باسم سورة الفيل وهو عام الاعتداء علي بيت الله الحرام -الكعبة المشرفة- في مكة المكرمة.
وكان من دلالة سورة الفيل، ارتباط ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، بحادثة هدم الكعبة، فكلا الحدثين العظيمين، يؤكدان ارتباط ميلاده بوجود الكعبة، وفي نفس الوقت كان بمثابة إعلان، للعالمين من عرب وعجم، بقدوم محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم للأنبياء والمرسلين تأهيلًا له، وإعلان بحمايته للكعبة والحفاظ عليها عندما يصبح نبي ورسول، وهذا كان بمثابة احتفالًا بميلاده واحتفاءً بظهوره.
ومن دلالة سورة الفيل أيضًا، أنًّ الله سبحانه وتعالى حمى الكعبة المشرفة –بيت الله الحرام- من بطش أبرهة الحبشي، إكرامًا لميلاده صلى الله عليه وسلم واحتفالًا واحتفاءً بمولده.
معجزة هزيمة أبرهة في يوم ميلاد النبي
وفي نفس الوقت، أراه الله سبحانه وتعالى، محمد صلى الله عليه وسلم في يوم ميلاده معجزة هزيمة أبرهة، عندما تحدث إليه، قال تعالي: “أَلَمْ تَرَ” بحدوث هذه المعجزة، وما حدث لأصحاب الفيل، وما حل بهم، على أرض الواقع، مع أنه ولد بعد حادثة الفيل بخمسين يومًا، وكأن الله سبحانه وتعالى يقول له أن ما أحدثك به عن حادثة الفيل، أصدق من رؤيتك لها بعينيك، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.
كما أن الله سبحانه وتعالى، أعلمه بما فعل بأبرهة وجيشه، على أرض الواقع في مكة المكرمة، وحول البيت الحرام، حتى يكون مثالًا واقعًا على أرض الواقع، على هزيمة الطغاة وردع للجبابرة والتنكيل بهم ومنعهم من الاعتداء على بيته الحرام.
وفي نفس الوقت يمثل نموذج حي يزلزل كيانهم ويلقي الخوف في قلوبهم، بل ويدمر أهوائهم وأغراضهم الوضيعة والحقيرة، عندما يفكر الواحد منهم أو يهم بالاقتراب من البيت الحرام، أو تسول له نفسه بالاعتداء على بيت الله الحرام أو يحاول انتهاك حرمة الكعبة المشرفة.
قال تعالى: “كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ”، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد