الله يحتفل بميلاد النبي
لقد احتفى الله سبحانه وتعالى وملائكته، بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، كما احتفى به في حياته، وذكر ذلك في القرآن الكريم، الذي يتلوه الله سبحانه وتعالى وملائكته، في الملأ الأعلى، قبل نزوله، إلى الدنيا، وقبل ميلاده، وما زال وسيظل، يتلى إلى قيام الساعة.
قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ” (الأحزاب/ 56).
واحتفى به الله سبحانه وتعالى، في سورة الفيل، وهي السورة التي تعتبر شهادة ميلاد له، فسجلت ميلاده صلى الله عليه وسلم، بالرغم من أنها لم تفصح عن ذلك بالاسم الإبهام عين البيان، مثل ما تحدثت عن أصحاب الفيل ولم تتحدث عن الكعبة المشرفة، أو أن الهجوم كان علي مكة المكرمة والبيت الحرام والكعبة المشرفة، وهذا هو المسكوت عنه، في سورة الفيل، ميلادة صلى الله عليه وسلم، والكعبة المشرفة.
إلَّا أن الإشارات العامة والسرد التاريخي للأحداث، توحيان بغير بذلك، والذي يمكن استنباطه من السياق العام للسورة، هو الربط الوثيق بين ميلاده صلى الله عليه وسلم والهجوم على الكعبة المشرفة.
الله يحتفي بميلاد النبي
وإذا كنا لا نعرف شيء عن الله سبحانه وتعالى، ولا نفهم شيء عن طبيعة صلاته، إلَّا ما علمنا إياه وأفهمنا له، فإنَّ الحديث عن صلاة الله سبحانه وتعالى، فوق كل وسائل إدراكنا، وكل وسائل تفكيرنا، ما يعني أنَّ الصلاة منه سبحانه على نبيه، لا يقدر شأنها، ولا يعرف قيمتها، ولا مكانتها، عند الله إلَّا الله سبحانه وتعالى.
وفي نفس الوقت، فإن انتقال القرآن الكريم، من الملأ الأعلى إلى الأرض، جمعه الله سبحانه وتعالى في كتاب، قبل أن يجمعه جبريل عليه السلام مع محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأه الله سبحانه وتعالى في كلمات، قبل أن يقرأه جبريل عليه السلام، على محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: “إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ” (القيامة/ 17، 18، 19).
فكيف يكون الاحتفاء والاحتفال بميلاده صلى الله عليه وسلم، إذا كان الله وملائكته يصلون عليه، احتفالًا به واحتفاءً بمولده في قرآن، يتلوه الله سبحانه وتعالى وملائكته بلغة العرب التي نزل بها، في الملأ الأعلى، وفي الأرض، إلى قيام الساعة.
تعليق واحد