الإسلام الذي يجب أن نعرفه “2”
كل هذه الأمم، وكل هذه الكائنات خلقت مُسيَّرة، من أجل خدمة الإنسان والحفاظ على هويته وبقائه في الحياة، دون من أو عطاء منها، طالما عاش في هذه الدنيا، فلا وظيفة لها سوى حمايته والدفاع عن مصالحه ووجوده والسهر على راحته.
ذلك من أجل أن ينعم بالراحة والهدوء وطيب العيش في الدنيا العاجلة، فيعيش فيها بأسبابه وسعيه في الحياة، وعلى قدر سعته وطاقته وعمله، في وجود كل الأسباب المعدة له سلفًا من قبل ربه، للحفاظ على طعامه ونوعه.
ومع ذلك التسيير لسائر الكائنات الحية، التي تخدم الإنسان وتحافظ على وجوده، وتبذل كل ما في وسعها لخدمته، ميَّز الله سبحانه وتعالى الإنسان بصفة الاختيار في أن يؤمن بربه ويُطيعه أو في أن يكفر بربه ويعصاه.
وكانت لهذه المساحة في الاختيار أثر فعال، في تحديد مسيرة الإنسان في الحياة برضاه، وهي التي تُحدِّد عمَّا إذا كان الإنسان، سيختار الطاعة المبنية على كل هذه المعطيات من النعم التي أنعم بها ربه عليه، بعد كل وضوح كل هذه المعطيات والبراهين الموجوده في الكون، والظاهرة في خلق الإنسان، وغيره من الكائنات الحية، عن طيب خاطر ورضا نفس، وعمَّا إذا كان سيختار المعصية المبنية أيضًا على هذا الاختيار.
ومن هنا كانت مسيرة الإنسان في الحياة، مزيجًا من الصفات المختلطة من التخيير والتسيير، فكان مخيرًا بعقله وحواسه الإدراكية، في أمور تتعلق بحياته وعلاقته بالإنسان الآخر.
وكان مسيرًا في حياته، في العملية التقنية المتعلقة بالوظائف الحيوية لخلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة جسمه المختلفة والتي لا يستطيع الإنسان معه، أن يتحكم في وسائل الإخراج في العرق والبول والبراز.
فما بالك بالتحكم في ضربات القلب أو التنفس في الشهيق والزفير، عوضًا عن الهضم، وكل العمليات الحيوية المتعلقة بالهرمونات والإنزيمات وغيرها من العمليات الحيوية المعقدة على مستوي خلايا الجسم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد