عالم الذرة بين البعث والفناء “1”
تُمثل الذرة كون مستقل بذاته وكيان متفرد عن غيره من المخلوقات في مكوناتها وفي طريقة صيانتها لنفسها وذاتها، لها بداية ولها نهاية وما بين البداية والنهاية، تعيش الذرات حياتها، بكل إمكاناتها الهائلة وقواها الذاتية الخارقة.
وكما رأى الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر؛ فلا يوجد في الكون قوة مثل قوتها، ولا يساويها في الكون شيء في محتواها المدفون في داخل مكوناتها، بالرغم من صغر حجمها، وعدم رؤيتنا لها بالعين المجردة، فهي تُمثل قمة الخلق والإبداع.
وتدل على عبقرية الصانع فيما خلق وأبدع، وتؤكد وجود اللمسات الإلهية في فحواها والقدرات الربانية الخارقة في كل مكوناتها الكبيرة بالرغم من صغر حجمها.
من الذرة البدائية الأولية، خلق الله سبحانه وتعالى الكون، بكل كواكبه ونجومه ومجراته وسدومه وبقعه السوداء، وكانت سببًا في صيانته لقدراته الذاتية والحفاظ على وجود الطاقة اللازمة لدعم الكون من أجل الحفاظ على وجوده وحياته واستمراره، وتمدده بلا حدود للزمان والمكان.
عالم الذرة بين البعث والفناء
ومن الذرة البدائية الأولية، خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان بكل قدراته وكل إمكاناته، وخلق الحيوان والطيور والحشرات والنباتات والجمادات، والكائنات الدقيقة، من الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات وغيرها.
فكان للذرة الدور المركزي البارز، والمكان المحوري اللازم والحقيقي في الواقع في كل هذا الخلق، فكانت اللبنة الأولى، في بناء سائر المخلوقات الموجودة في الكون.
وفي نفس الوقت هي المسئولة عن ثبات الكون وانضباطه واتزان الإنسان وثباته واهتدائه إلى الحقيقة الأزلية والسبب في خلقه.
فكانت الذرة، السبب الحقيقي والمعبر الرئيسي في فهم آليه الخلق والطريق المستقيم إلى معرفة الخالق سبحانه وتعالى والتذكير بفضله وكرمه على خلق الكون وخلق الإنسان، وسائر المخلوقات ولولا خلق الذرة ما وجد الكون وما خلق الإنسان.
الإعجاز في خلق الذّرة
وأمَّا الطاقة المنبعثة من الذرة، فتُعتبر بمثابة الرابط القوي، الذي يربط القوى الأربعة التي تتحكم في الكون، والتي تتمثل في القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية والقوة النووية الضعيفة والجاذبية والتي تربط مكونات الكون والإنسان برباط وثيق.
وفي إعجاز خلق الذرة، أنها تمنع كل من الكون والإنسان، من الوقوع في دائرة العدم والانهيار، إذا ضعفت الذرة ومكوناتها أو خفتت الطاقة المنبعثة منها والتي تنتجها على مدار اللحظة أو انقرضت بفعل الزمان والمكان.
وفي نفس الوقت فإن دخول الذرة وجسيماتها الأولية ومكوناتها الخفية في دائرة البعث والفناء، كي تجدد شبابها، بعد نهاية حياتها فتحفاظ على وجودها في الحياة بعد انتقالها من مرحلة الشباب إلى مرحلة الشيخوخة، يعني في جملة ما يعني حمايتها من الانقراض،والوقوع في دائرة العدم والانهيار.
تعليق واحد