البوزونات وخلق الكون وإعجاز برنامج البعث والفناء “2”
كل مكون من مكونات الكون له دورة حياته وله بداية وعمر يعيشه وحيز يشغله ولها نهاية، تتحول بعضها إلى مخلفات كونية وركام، يتم تدويرها من خلال البقع السوداء أو المكانس الكونية، المنتشرة على امتداد الكون وسعة إرجاءه، والتي لها خاصية التعرف على نهايات أعمار النجوم والكواكب، بعد إصابتها بالعطب والأمراض وبعد شيخوختها، والذي يصبح وجودها خطرًا يُهدد بقاء الكون واستمرار تماسكه على هذا النسق البناء.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر، يرى أن تتابع دورات الصيانة الذاتية والمجانية للكون ومكوناته على مدار اللحظة والقائمة على قدم وساق، دون كلل أو ملل منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى بهذا الشكل المعجز، من داخل مكونات الكون نفسه وذاته وليس من خارجه وكأنه فاهم لحقيقة وظيفته الموكولة إليه ومدرك لعظم المسئولية الملقاة على عاتقه في لحظة تاريخة من لحظات الزمان بالرغم من أن عمره يصل إلى خمسة عشرة مليار عام تقريبًا، ما يؤكد حقيقة واحدة تشهد بوحدانية الله سبحانه وتعالى وعظم خلقه لهذا المخلوق العظيم.
بل أنَّ المتفحص في مركز الكون وجنباته، يجد أن الطاقة الذاتية المجهولة للبشر، هي التي تتحكم في الكُون ومكوناته وليس الجسيمات الأولية، التي يتحدث عنها علماء الفيزياء والفلك باستفاضة، وأقاموا لها تجارب عملاقة حضرها الكثير من العلماء، من أجل البحث والتنقيب عن ماهية تكوين الكون وتماسك ذراته وأجزائه.
وهذه المادة المظلمة والطاقة المظلمة المنتشرة في أرجاء الكُون والتي تُمثل أكثر من 99.99%، يبدو انها مسئولة عن بناء الكون والحفاظ على وجوده.
الكون إعجاز برنامج البعث والفناء
وفي نفس الوقت تمد الجزء المعلوم من الكُون بالطاقة والجسيمات الأولية وكأن الأصل في خلق الكُون كان من عدم بالنسبة لتصورات البشر وما توصلوا إليه من نظريات وحقائق علمية عن الكُون.
وكل تصورات البشر عن الكون ومادة تكوينه ما زالت مجهولة للبشر عوضًا عن العلماء، الذين لم يكونوا موجودين ساعة خلق السموات والأرض ولا ساعة خلق الإنسان الأول من تراب.
وهذا معناه أن هذه الآية الكريمة، قد لخصت كل علوم البشر وما توصلوا إليه وما سوف يتوصلون إليه، إلى قيام الساعة.
مصداقًا لقوله تعالى: “مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا” (الكهف/ 51).
وكأن العدم في خلق هذا الكُون هو الأصل والمشاهدة هي الاستثناء، وهذا معناه أيضًا، أن كل ما توصل إليه العلماء من مشاهدة وعلم عن حقائق خلق الكُون قد أوصلهم في نهاية المطاف إلى دائرة العدم التي ليس لها فراق إلَّا من رحم الله بعلمه.
تعليق واحد