فلسفة الإحساس في الجلد بين الصحة والمرض “5”
يتم التحكم في إحساس الجلد من خلال اللمس بواسطة شبكة ضخمة من النهايات العصبية ومستقبلات اللمس في الجِلد والمعروف باسم الجهاز العصبي الطرفي الموجود في الجِلد.
هذا النظام الحسي مسئول عن جميع الأحاسيس التي نشعر بها، سواء كان الإحساس بالبرودة، أو الإحساس بالحرارة أو الشعور بنعومة الجلد أو خشونته والحكة والدغدغة والضغط والاهتزازات والألم وغيرها داخل النظام الحسي في الجلد.
يوجد في الجلد الكثير من مراكز الإحساس المجهولة، والذي يتم اكتشافه والتعرف عليها تباعًا، والمعروف منها أربعة أنواع رئيسية من المستقبلات الحسية المتخصصة وذات الكفاءة العالية في دورة الإحساس بالجلد والمتعلقة بالمخ والتي تجعل الإنسان يشعر بوجود جلده ووجود نفسه ووجوده مع الآخرين في حياته، وتحميه من كل الأخطار التي يتعرض لها من العوامل الداخلية والعوامل الخارجية، وهي المستقبلات الميكانيكية والمستقبلات الحرارية ومستقبلات الألم والمستقبلات الشخصية.
وكل هذه المستقبلات المتخصصة، تلعب الدور المحوري في الشعور بالإحساس، ولذلك من المهم أن نفهم كيف نتكيف مع التغيرات التي يتعرض لها الجلد، مع أي شيء يمس البشرة والسطح الخارجي، ويسبب لها الشعور بالإحساس، مثل البرودة والسخونة والضغط والتقريص وغيرها.
وتعتبر مستقبلات اللمس سريعة التكيّف، إذا استجابت لأي تغيير في الإحساس الذي يتعرض له الجلد بسرعة كبيرة، وهذا يعني في الأساس أنه يمكن للإنسان الشعور باللمس على الفور عندما يلمس الجلد شيء ما وأيضًا عندما يتوقف عن لمس هذا الشيء.
ومع ذلك لا يمكن لمستقبلات التكيف السريع للإحساس أن تشعر بالاستمرارية ومدة التحفيز أو الإثارة التي تلمس الجلد والتي تستشعر هذه المستقبلات والاهتزازات التي تحدث على الجلد أو داخله، وتتكيف مستقبلات اللمس تكيفًا بطيئًا إذا لم تستجب لأي تغيير في التحفيز والإثارة بسرعة كبيرة، هذه المستقبلات جيدة جدًا في استشعار الضغط المستمر لجسم ما أو لمس المسافة البادئة للجلد ولكنها ليست جيدة جدًا في الاستشعار عند بدء التحفيز أو نهايته.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد