فلسفة الإحساس في الجلد بين الصحة والمرض “11”
في حين أن العديد من المستقبلات لها وظائف محددة لمساعدتنا على إدراك الأحاسيس المختلفة التي تعمل باللمس، إلَّا أنه لا يتم أبدًا تنشيط نوع واحد في أي وقت، فعندما تشرب ماء فإن يدك تشعر بالعديد من الأحاسيس المختلفة بمجرد الإمساك بالكوب.
وتشعر المستقبلات الحرارية بأن كوب الماء البارد، أبرد بكثير من الهواء المحيط به، بينما تشعر المستقبلات الميكانيكية، في أصابعك بهذا الكوب، سواء كانت احاسيس بسيطة وصغيرة، أو أحاسيس معقدة وكبيرة، إذا كانت مياه بها غازات فإنك تشعر بفقاعات ثاني أكسيد الكربون، الموجودة في المياه الغذائية.
ويمكن للمستقبلات الميكانيكية الموجودة، في عمق راحة اليد أن تشعر بأن يدك تمتد حول كوب الماء، وأن هناك ضغطًا تمارسه على الكوب، فيدك تدرك الكوب.
وفي نفس الوقت تستشعر المستقبلات الميكانيكية أيضًا بتمدد اليد، وكذلك كيفية تماسك اليد والأصابع مع بعضها البعض وبقية الجسم.
المستقبلات والدماغ
وكل هذه الحركات متصلة بالدماغ وعلى الرغم من كل هذا فإنَّ نظام الحواس الجسدي الخاص، بالإنسان يقوم بإرسال معلومات إلى الدماغ، ثم استقبال هذه المعلومات، مرة أخرى كي يشعر بها الشخص الذي يمسك كوب الماء بيده.
وبالتالي فإن الإشارات العصبية الخارجة من الجلد، يجب أن تتواصل مع الدماغ، حتى يكون لدى الإنسان الشعور باللمس.
وبالطبع لن تحدث أي من الأحاسيس، التي يشعر بها الجهاز الحسي الجسدي، أي فرق إذا لم تتمكن هذه الأحاسيس من الوصول إلى الدماغ، من خلال الجهاز العصبي الطرفي الذي يقوم بهذه المهمة.
تمثل الخلايا العصبية المتخصصة، والتي تعد أصغر وحدة في الجهاز العصبي، والتي تقوم باستقبال ونقل الإشارات والرسائل مع الخلايا العصبية الأخرى، بحيث يمكن إرسال الرسائل من وإلى المخ، وهذا يسمح للدماغ بالتواصل مع باقي أجزاء الجسم المختلفة.
فعندما تلمس يدك شيء ما، يتم تنشيط المستقبلات الميكانيكية في الجلد، وتبدأ سلسلة من الأحداث من خلال الإشارة إلى أقرب خلية عصبية أنها لمست شيئًا ما، ثم تنقل هذه الخلية العصبية، هذه الرسالة إلى الخلية العصبية التالية، التي تنتقل إلى الخلية العصبية التالية.
وتستمر حتى يتم إرسال الرسالة إلى الدماغ، ويمكن الآن للمخ معالجة ما لمسته يدك وإرسال رسائل إلى يدك عبر هذا المسار نفسه لإخبار اليد، عما إذا كان الدماغ يريد مزيدًا من المعلومات حول الشيء الذي يلمسه أو ما إذا كان يجب أن تتوقف اليد عن لمسه.
وإذا كانت مراكز الإحساس المادية المنتشرة في الجلد تؤكد وجود الله سبحانه وتعالى حتى ولم نراه، فإنها تؤكد أيضًا حقيقة البعث والفناء في الدنيا بشكل مادي.
وبالرغم من صغر حجم هذا الدور المادي المحدود، فإن دور الروح له من الإمكانيات والقدرات الخارقة اللامحدودة، ما يجعلها تسيطر على مكونات الجلد قلبًا وقالبًا في وجود الجسد والشعور بالإحساس.
4 تعليقات