الصحة والتعليم كنز الشعوب “1”
الحديث عن الصحة والتعليم باعتيارهما صمام أمان للأفراد والجماعات وكنز للشعوب، في إحداث طفرة نوعية في التقدم والتقنية، لحل المشاكل الحالية والمستقبلية وإحداث توازان مقدر بين الصادرات والواردات، ما يُعزِّز من مكانة وقوة الاقتصاد ويقلص من الفجوة ويسد العجز في ميزانية الدولة.
لذلك يُمثلان أحد أهم الأعمدة وركائز الأمن القومي للدول والقارات وعنوان بارز للأمن والأمان، وبهما يتحدد مصير الشعوب في كل ما له علاقة بالتقدم والازدهار.
فيأمن الحاضر ويدعم المستقبل ويفتح آفاق رحبة للأمل والرجاء في حاضر مُشرق ومستقبل خالٍ من كل المعوقات.
الصحة والتعليم كنز الشعوب
الصحة والتعليم، لهما مكانة كبرى ومنزلة عظمى في حياة الشعوب، التي تبحث لها عن موطئ قدم بين الأمم المتحضرة، ووضعها في المكان الذي يليق بها، والمكانة التي تؤهلها في إدارة شئون نفسها بعد الإعتماد علي ذاتها، ما يدفع بها إلى مزيد من الرفعة والرقي.
كما أن لهما دورًا محوريًّا في إحداث طفرة نوعية في مجالات العلم والمعرفة من خلال توفير خدمات فاعلة في الصحة والتعليم، باعتبارهما جناحي التقدم والازدهار، فلا صحة دون تعليم ولا تعليم دون صحة في كل الأحوال، فكلاهما يكمل الآخر ويساهم في إحداث هذه النقلة النوعية والأثر الذي لا يمحى بمرور الزمان.
لذلك تلعب الصحة والتعليم دورًا بارزًا وفاعلًا في إحداث نهضة تنموية شاملة، وفي تنمية قدرات المجتمعات، على أسس سليمة وقواعد صحيحة.
وفي الوقت ذاته وجهان لعملة واحدة، فوجودهما يؤدي إلى تقدم الشعوب وغيابهما يؤدي إلى الفشل الذريع والتخلف المقيت في كل مجال من مجالات الحياة.
ومن ثمَّ فإن الصحة والتعليم عنوان للنهضة ومعيار للتقدم ومعلم من معالم الحضارة، لأنَّها تملك الأدوات الفاعلة في الحفاظ على حياة الناس في الحياة، فهما ميزان التقدّم ووقود النجاح في كل مجال ومتعلقان ببعضهما البعض الآخر كالروح والجسد واللذين بدونهما لا يحيا الإنسان في هذه الحياة.
لذلك تعتمد الصحة، على التعليم في تقديم الرعاية الصحية والخدمات الثقافية للأفراد والجماعات، وتقدم كل الوسائل التعليمية لكل الكوادر الطبية في كل ما يخص الصحة وشئونها وتطويرها على جميع المستويات وفي كل التخصصات، وتساهم في رفع الكفاءات وتنمية القدرات في كل المجالات.
ويعتمد التعليم على الصحة في صقل مواهب الأفراد وتنمية المهارات العقلية للمؤسسات التي تعتمد علي توفير الماء النقي والغذاء المتوازن، والهواء الخالي من الملوثات.
وهذا يُمكِّن الدارسين من استيعاب التعليم في مراحله المختلفة دون نقص أو تقصير في غياب الأنيميا الحادَّة والمزمنة وفي حضور الصحة والعافية في كل الأوقات.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر