مقالات

(8) أبجديات التعليم في الإسلام.. العلق- القراءة- القلم

نجد أنَّ الإسلام دين العلم والمعرفة، قوامه العلق والقراءة والقلم، فلو كان الإسلام دين عبادة فقط كما يدَّعي أعداؤه، لأهمل القراءة ولم يهتم بالقلم مع أن القراءة والقلم العمودان الأساسيان للعلم والمعرفة وما وضع لأول سورة من سوره عنوانًا علميًّا طبيًّا دقيقًا، هو العلق الذي لم تكن معروفة طبيعته ولا تركيبته من قبل حتى لم يكن معروفًا من بعد إلَّا في نهاية القرن العشرين.

ولو كان الإسلام دين عبادة فقط، لكان عنوان أول سورة في القرآن الكريم هي سورة الحج أو لكان تكلم في مطلع حديثه عن أركان الإسلام الخمس في الصلوات الخمس أوالصيام والزكاة والشهادتين وأهمل الحديث عن كل ما يخص العلم والمعرفة.

لكن كونه دين علم ومعرفة وحضارة كان لِزامًا عليه أن يهتم بهذا النوع من المعرفة ويجعله يتقدم على فقه العبادات وعلم الشريعة في كل الأحوال، لأنَّ المعاملات بين الناس في الإسلام، تتقدم على غيرها من كل أنواع العبادات ولولا وجود العلق التي تسبق علم الشريعة وفقه الواقع، ما وجد علم الشريعة ولا فقهه.

الإسلام دين العلم والمعرفة

وتقدم العلم والمعرفة على غيره من العبادات في أول سورة من سور القرآن الكريم، يعني أنَّ الإسلام دين يهتم في المقام الأول بالمصلحة العامة للناس ومنه تنبثق قيمة العلم والمعرفة فتتحول تلقائيًّا إلى معاملات تصب في المصلحة العامة لحل مشاكل الأمم والشعوب.

وفي نفس الوقت تؤخر فيه المصلحة الخاصة والشخصية، لأنها لا تعود بالنفع على المصلحة العامة إلَّا بقدر إيمان صاحبها والقائم بها بقيم وأخلاق ومبادئ الإسلام التي تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار والواقعة على أرض الواقع من خلال الفعل وليس من خلال الكلام.

لأن الإسلام دين الأفعال وليس دين الكلام والحفاظ على الصالح العام حق مقدس لا يعلو فوقه أي حق شخصي أو حق طائفة أو قبيلة أو جماعة من الناس ولذلك عندما سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي تقوم ليلها لكنها تؤذي جيرانها قال “هي في النار”، لأنَّ عبادتها لنفسها تضرها أو تنفعها، لكن كون العبادة تتحول إلى عمل خبيث بفعل هذه المرأة، التي تؤذي جيرانها بسوء معاملتها لهم، فكان العقاب الذي تستحقه في النار، والذي أصدر عليها الحكم هو رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، لأنَّ هذا هو الأصل حتى ولو كانت تقوم الليل وتصوم النهار.

ومن هنا نجد أنَّ العلق والقراءة والقلم، فيها معنى الأعمدة الخمسة التي بني عليها الكون، وهي الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء، ففي كل حرف من كل كلمة منهم معنى الخلافة لأن كل حرف من الحروف الموجودة في كل كلمة يخلف الآخر، وكل واحد منهم اسم وكلمة، وكل كلمة من هذه الكلمات فيها معنى البعث والفناء، لأن كل حرف يفني الحرف الذي سبقه ويبعث الحرف الذي بعده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »