(4) التعليم كنز.. صناعة العلماء
ولكي يكون هنا في مصر حضارة وعلم ومعرفة، يجب إيجاد تعليم جيد ومتطور، يهتم بتنشأة التلميذ والطالب على القيم والأخلاق وعلى أساليب التفكير العلمي السليم وعلى كيفية استنباط الحقائق من خلال طرح نظريات في وجود المعطيات والبراهين كي تصل إلى نتائج ملموسة يمكن خلق منها نموذج على أرض الواقع يتميز بالتطوير والبقاء والاستمرار.
ولكي نتمكن من إيجاد تعليم جيد، يجب أن نتمكن من خلق بيئة مناسبة لمدرس ومعلم جيد، بحيث يُعاد تأهيله بشكل علمي مدروس من قبل أهل التخصص في وجود المعيار، الذي يقوم بعملية الفرز الحقيقي والفعال لكل معلمي المراحل التعليمية المختلفة وإدارييها من الحضانة إلى الجامعة.
ويتقدم كل هذا وذاك وجود استقرار مادي ومعنوي، لكل مشارك في العملية التعليمية من الألف إلى الياء، ويساهم فيها كل من له دور في إنجاح هذه العملية من الإداريين والفنيين الذين يمثلون جزء أساسي لا يستهان به في نجاج العملية التعليمية والوصول بها إلى بر الأمان.
وجود تعليم جيد يضمن ارتقاء المجتمعات
ونعني بالاسقرار المادي توفير أدنى متطلبات الحياة لكل العاملين في القطاع التعليمي وكفايتهم والدفع بهم إلى مستوى الرفاهية، بحيث يتمكن الترفيه على نفسه وعلى أسرته، حتى يستطيع أن يقدم عصارة علمه وخلاصة فكره وكل ما عنده دون بخل أو تقطير بل ويترك لفكره العنان في الخيال، فتنمي القدرات ويكثر الإبداع والابتكار ويزداد الاختراع، ما يعجل بوتيرة التقدم، فيحسن من فرص التنمية المستدامة في كل مجال.
وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على تدعيم وتنمية القيم الأخلاقية الحميدة وبناء الأخلاق الإنسانية الرفيعة في جوهرها وليس في مظهرها، وهي التي تدفع بالناس إلى الجد والاجتهاد في وجود الحرية والعدالة والصدق والأمانة والشفافية والمساواة والرقابة في كل الأحوال.
وكل هذا يدفع بنا إلى الأمام في وجود التآلف وتعميق الإخاء بين أبناء الشعب المصري، فيؤدي بنا إلى الانصهار في بوتقة واحدة قوامها الحب والإيثار والتضحية وقاعدتها العمل للصالح العام، بعد أصبح الجميع وحدة واحدة، فأنا أنت، وهو هم، وهي هن، ونحن جميعًا معًا على الخير وغيره في وحدة منقطعة النظير، يعمق منها وشدها وربطها برباط وثيق، قيم وأخلاق الإسلام العظيم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات