مقالات

(6) مكانة العلم والعلماء في الإسلام

محافل العلم في الإسلام الذي يجب أن نعرفه يرى أن معجزة الإسلام الكبرى تتمحور حول معجزة القرآن الكريم، والمعجزة المتبلورة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي اختاره الله سبحانه وتعالى لإكمال مسيرة الأنبياء والمرسلين وحتى نهاية الدنيا.

وفي صلب هذه المعجزة الكبرى والهدية العظمى التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسانية أنه قد تعهد بحفظ كتابه الكريم من أن تطاله أيدي العابثين بالغش والتزوير أو تلاحقه أيدي المشككين بالتغيير والتبديل كما حدث مع التوراة والإنجيل ولذلك فشلت كل المحاولات السابقة وستفشل كل المحاولات اللاحقة من أجل تغيير أو تبديل حرف واحد من أحرفه أو كلمة واحدة من كلماته أو آية واحدة من آياته أو سورة واحدة من سور الكتاب الحكيم.

وستتحطم كل هذه المحاولات الكارهة للنيل منه، ومنعه من الوصول إلى الناس قاطبة، على امتداد الكره الأرضية مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى: “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (الحجر/ 9).

مكانة العلم في الإسلام

ومن هذا المنطلق، نجد أنَّ أبواب العلم كلها فتحت على مصراعيها أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم لينهل منها حيث شاء وكيفما شاء وأينما شاء في الزمان والمكان الذي يختاره ويحدده له الله سبحانه وتعالى بلا نهاية للزمان والمكان الذي عاش فيهما وعلى مدار اللحظات بعلم الله سبحانه وتعالى الذي أودعه في شخصه الجواد الكريم، وكون به خلايا جسده وعقله ومُلأت به جوارحه وروحه فانفعل به قولًا وفعلًا وتقريرًا حتى فاض العلم من فمه وعلى لسانه ومن بين جانبيه .

 فأعطي القرآن الحكيم الذي نزل عليه مفرقًا في كل وقت وحين وعلى مدار ثلاثة وعشرون سنة ومنح المنهج القويم ووهب جوامع الكلم في قول القليل من العلم بمعناه الكثير وألهم قول الحديث القدسي بلفظ ربه العظيم وهدي إلى قول الحديث النبوي بلفظ لسانه المبين وما زالت بحور العلم ومحيطاته تدفق في قلبه وفؤاده وعلى لسان لتشع من كل روحه وكل جوارحه وجسمه وكيانه بالعلم الرباني.

ومع ذلك وبالرغم من كل ذلك هو يرتجف خوفًا وجزعًا من ربه، في ألا يكون قد بلغ دعوته وأكمل رسالته وأخلص النية في العمل من أجلها، والذي أنفق فيها وعليها كل صحته وكل وقته وعمره وكل ماله وكل جهده وعرقه ولم يبخل عليها حتى بأهله حتى يرضى عنه ربه ومع ذلك وبالرغم من كل ذلك فهو عبدالله ورسوله.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »