(14) مكانة العلم والعلماء في الإسلام
كانت الحضارة الإسلامية عونًا للآخرىن في نهضتهم وتقدمهم وازدهارهم والتي قامت عليها كل العلوم الإنسانية والتي فجَّرها علماء مسلمين كثر ملأوا الأرض علم وحضارة على مدار ألف سنة، فكانت الحضارة الإسلامية النور والنبراس، لقيام الحضارات الأخرى في الغرب والشرق على حد سواء.
والتي لم يكن يُعكِّر من صفوها ولا صفائها إلَّا الأنانية والجشع والانتهازية التي يتميَّز بهم الإنسان والتي أتى الإسلام كي يُخلِّص منها البشرية في وجود كل معاني البذل والإيثار والتضحية من أجل عمارة الكون وتحقيق خلافة الإنسان المكرَّم في الأرض.
وكان القلم هو الأداة التي تُسجِّل كل هذه الانتصارات في مجال العلم والمعرفة من أجل تحقيق التقدم والازدهار علاوة على تسجيله لكل ما أتت بها الأديان والمناهج والشرائع وكل الإبداعات الحضارية على مر الزمن وبه تُدار دواليب الحياة في كل المجالات.
وكان وما زال وسيظل القلم هو محور العلم والمعرفة وعليه وبه ومن خلاله تقوم كل الحضارات وتتقدَّم في كل المجالات.
ومن ثمَّ فإن هذه الكلمات المحورية الثلاثة التي افتتح بها القرآن الكريم آياته هي التي تتحكم في كل مصادر الحياة وكل ما فيها إلى قيام الساعة، فلولا العلق ما كان الإنسان ولولا الإنسان ما كانت القراءة ولولا القراءة ما كان القلم، ولولا العلق والقراءة والقلم، ما كان علم ولا معرفة ولا حضارة ولا حياة.
ومن هنا تعانق علم الإنسان مع علم الشريعة في كل مجال من خلال التفقه في الدين ومعرفة علم الشريعة وما يختص بمصالح الناس الدينية، وتأكيد فهم علوم الدنيا الذي لا يقل أهمية من فهم علوم الشريعة، لأن علوم الدنيا والتفقه فيها هي سبب كل تقدم ورخاء، ما يساعد على القيام بواجبات الطاعة وعمل الخير تجاه الناس.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر