(15) الأعمدة السبعة لبناء الأمة… الدولة النامية
هي الدولة التي تبدأ أولى خطواتها في طريق التنمية في الاستفادة من برنامج الأعمدة السبعة بعد أن حولته إلى واقع على أرض الواقع حتى ولو بشكل بطيء ومتدرج يعتمد على صناعة النموذج في الحكم في وجود بذور فكرية لمنتج حضاري من خلال قيم وأخلاق ومبادئ وعلم ومعرفة وتعليم متميز وفرد مؤهل وإيثار وتضحية.
تتمكن بعدها الدولة النامية من وضع يدها على الخطوة الأولى في بناء الدولة والتي تعتمد في جوهرها على بناء المعلم الذي ينهض بتعليم حقيقي وليس صوري وبناء مؤسسات حقيقية يدير منها المعلم التعليم الذي يفرز المواهب والكفاءات.
والدولة النامية تقوم بعمل تحويل منظم وممنهج لكل إداراتها وهيئاتها ومؤسساتها ووزارتها السيادية وغير السيادية إلى مؤسسات منتجة تعتمد على العلم والمعرفة طريقها في كفاية نفسها والأفراد العاملين فيها في فترة زمنية لا تزيد عن أربع سنوات بشكل متدرج، ثم تعطي لخزينة الدولة ما يزيد عن إنتاجها حتى تكون معول بناء للدولة المدنية القوية القادرة على الدفاع عن نفسها وحماية أبنائها ومصالحها الذاتية وكفاية نفسها ذاتيًّا في كل متطلبات حياتها.
والدولة النامية مستوى المعيشة فيها منخفض وقاعدتها الصناعية متخلفة وتحتل مرتبة منخفضة في مؤشر التنمية البشرية ولكن عندها بداية رؤية للقائمين على أمرها بعد أن بدأت بداية جيدة وحقيقية في بداية تطبيق الأعمدة السبعة على أرض الواقع وإذا وضعت لها معيار وقيمتها حسب الأعمدة السبعة لبناء الأمة، فإنها تحصل إلَّا على درجتين ونصف من سبعة درجات بعد تصحيح ورقتها في الكنترول الذي يعتمد الأعمدة السبعة لتقدمها والذي يقيم كل مؤشرات الدولة النامية ويقارنها بمؤشرات وعوامل التقدم والنجاح بعد الانتقال السلمي والمسلسل من شرنقة الدولة الفاشلة وشرنقة الدولة المتخلفة إلى حظيرة الدولة النامية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر