(1) البشرة وكيفية الحفاظ عليها
البشرة هي الطبقة الخارجية الرقيقة التي تغطي جلد الإنسان وهي مفتاح شخصيته وتعبر عن الطبيعة البشرية له والتي تعني انتمائه للبشر، وإليها ينسب الجنس البشري فهي تعبر عن الشكل الخارجي لخلايا الجلد وأنسجته الضامية، وبها يُعرَف الإنسان.
والبشرة كلمة من جوامع الكلم التي تعبر عن وجود الإنسان في الحياة بشكل مادي ومعنوي ولذلك سمي آدم عليه السلام أبو البشر وإعجاز وجود البشرة في آدم عليه السلام، دليل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذي خلق آدم من تراب فكونت الطبقة الخارجية الترابية، التي خلق منها البشرة في صورة صلصال كالفخار فتحوَّل التراب من جماد إلى بشر في صورة آدم عليه السلام بقدرة الله سبحانه وتعالى.
ومن هنا نلاحظ أن البشرة خليط من التراب، الذي خلق منه آدم عليه السلام والروح التي نفخ فيها الله سبحانه تعالى في التراب، فكان آدم عليه السلام.
ولذلك من الأهمية بمكان أن يتذكر الإنسان أصله الترابي ويستعيد مكانته النورانية بالقرب من ربه، إذا طغت نورانيته على ترابيته.
البشرة تحمل المعاني الكثيرة
والبشرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني العظيمة والحكم الدفينة المطوية في صلب مكوناتها ومكنوناتها فلا يستطيع الفكر البشري أن يُدركها ولا أن يصل إلى جزء ضئيل عن سبب وجودها وأهميها ولا يفهم شيء ولو صغير عن فوائدها العظيمة الجمَّة في حياة الإنسان، والتي لا غنى للإنسان عن التدبر في أمر وجودها وفي فهم مقاصدها، عوضًا عن طبيعة الرسالة التي تريد إرسالها للبشر.
فلولا البَشرة ما عُرف الإنسان نفسه ولولا البَشرة ما عاش الإنسان لنفسه وبنفسه ولولا البشرة ما عرفه الآخرين ولولا البشرة ما نُسبنا إلى أبو البشر آدم عليه السلام ولولا البشرة ما عرفنا الله سبحانه وتعالى ولولا البشرة ما تدبرنا سائر مخلوقاته التي خلقها من أجل الإنسان ووجوده.
والبشرة كنز ثمين نعرف بها في الدنيا والآخرة وهي من المعجزات الكبرى والمنح العظمى التي منَّ الله سبحانه وتعالى ووهبها للإنسان وسائر خلقه للحفاظ على وجودها في الحياة وحمايته من كل عوامل التعرية والعوامل البيئية المحيطة بها من كل مكان حتى يتمكَّن من عمارة الكون والاستمرار في الحياة إلى حين.