(2) فلسفة الصحة والمرض في البشرة
إعجاز وجود البشرة في آدم عليه السلام، دليل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذي خلق آدم من تراب فكانت الطبفة الخارجية التي خلقت منها البشرة هي التراب في صورة صلصال كالفخار فكيف تحوَّل التراب من جماد إلى بشر سوي في صورة آدم عليه السلام.
فكانت البشرة نموذج حي التي امتزج فيها التراب بالروح فكانت النفس البشرية وكانت الروح وما زالت دليل حي على وجود الله سبحانه وتعالى في داخل أجسادنا وفي مكنونات أنفسنا ومؤشرًا على أنها دليل على وجوده حتى ولو لم نراه.
وإذا كانت البشرة خليط من التراب الذي خلق منه آدم عليه السلام وفي نفس الوقت الروح التي نفخ فيها الله سبحانه تعالى فكان آدم عليه السلام، فهذا تأكيد أن البشرة مزيج من الروح النورانية التي ملأت الفراغات الترابية في داخل الصلصال فكانت النفس البشرية التي خلق منها آدم عليه السلام.
إعجاز وجود البشرة في آدم
والبشرة في آدم عليه السلام وزوجته حواء انتقلت عبر الجينات الوراثية داخل الرحم من خلال متوالية عددية إلى الآباء والأبناء والأحفاد في سلسلة متصلة الحلقات إلى يوم القيامة وبها يعرف الإنسان ومن غيرها ينقرض ويختفي من الحياة.
فالبشرة من المعجزات الكبرى والآيات العظمى التي منَّ بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان والتي لن يستطيع أحد من البشر أن يوفيها حقها في التعبير والكلام عنها مهما جمعت من الأحرف في كلمات ووضعتها في جمل وعبارات وملأت بها الأسطر في صفحات في فصل متصل بفصول مجموعة في باب متصل بأبواب ليكون كتاب في كتب تملأ ما بين الأرض والسماء وحتى لو قرأتها لن تستطيع أن تجلي حق البشرة على الإنسان مهما طال به الزمان.
وهذا معناه أنه إذا كانت البشرة المادية لها حدود في الزمان والمكان عبر الحياة والتي تمثل 0.01% من نفس البشر، فإن نورانية الروح التي تًمثل 99.99% لا حدود لها وتمثل كل البشرة إلا القليل وبالتالي فهي نموذج حي على وجود الله سبحانه وتعالى داخل الإنسان بشكل عام وداخل بشرته بشكل خاص حتى ولو لم نراه.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد