(7) فيروس الكورونا… والصين في وجه العاصفة
لن يكون فيروس الكورونا هو الفيروس الأول أو الأخير في سلسلة طويلة من الفيروسات التي تضرب كل أنحاء العالم دون وجود أسباب جوهرية لظهور مثل هذه الفيروسات القاتلة وستظل المعركة قائمة على قدم وساق ضد سلسلة طويلة من الفيروسات المتحوّرة بشكل عام والكائنات الدقيقة بشكل خاص.
لكن ما الذي يمكن استنباطه من انتشار فيروس الكورونا حول الكرة الأرضية وهل فعلًا وجود الكائنات الدقيقة والتي لا نراها بالعين المجردة مثل الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات لها دور محوري في ضبط آلية عمل الكون بالرغم من انتشارها وخطورتها التي تنتهي بموت المصابين بالعدوى؟
الحقيقة والواقع يؤكد أن الكائنات الدقيقة التي لا نراها بالعين المجردة تؤكد وجود الله سبحانه وتعالى حتى ولو لم نراه فتقضي على فكر الملحد، كما تؤكد حدوث البعث من خلال الانقسام والتكاثر وهذا يقضي على فكر الكافر الذي يُنكر البعث بعد الموت.
كما أن الكائنات الدقيقة بشكل عام وفيروس الكورونا بشكل خاص يؤكد وجود الأعمدة الخمسة التي تتحكم في بقاء الكون واستمراره، ففيها معنى الخلافة فكل فيروس ينقسم ويتكاثر يخلف الفيروس الآخر وهو اسم وهو كلمة وفيه معنى البعث والفناء.
ما يعني أن حتى الكائنات الدقيقة تتحكم في القوى الأربعة التي تتحكم في الكون مثل القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية القوية والقوة النووية الضعيفة والجاذبية وكلها ضرورة لوجود الكون وتماسكه واستمراره.
الفيروسات قادرة على كبح جماح الملحدين
ولكن هل فيروس الكورونا وغيره من الفيروسات قادر على كبح جماح الملحدين المنتشرين في شتى أنحاء العالم والذين يتباهون بإلحادهم؟.. ولكن مع فيروس مثل الكورونا نجده يقضي على فكرهم ويحوله إلى مخلفات بل إن المخلفات لها قيمة مادية إذا تم تدويرها والحصول منها على أموال تساهم في سريان عجلة الاقتصاد من أجل إسعاد الإنسان ماديًّا ومعنويًّا في الحياة.
أما فكر الإلحاد فلا قيمة له ولا وجود وكل شيء في الكون يلفظ هذا الفكر المنحرف ويؤكد بطلانه والذي يصطدم مع أبسط قوانين الحياة وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالعلم والفكر الذي وهبه الله سبحانه وتعالى للإنسان حتى يعلي من مكانته وقدره ويرفع من شأنه بين سائر المخلوقات، ولا حتى بإنسانية الإنسان المكرَّم، لأنَّ الإنسان الملحد لا يستحق أن يكون إنسان ولا يستحق أن ينتسب إلى البشرية بعد أن أصبح في خبر كان.
وما ينطبق على الملحد ينطبق على الكافر في كل الأحوال الذي لا يؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى ويستر وجوده مع أنَّه موجود، كما أنه يُنكر وجود البعث في الآخرة.
فعلمنا فيروس الكورونا من خلال ظهوره وآلية عمله هو وكل الكائنات الدقيقة أنَّه لا فكر للملحد ولا فكر للكافر، إنما هي أكاذيب يوزعها الملحد والكافر بلا ضابط للعلم الذي يدعيانه، وبلا رابط لمستوى الفكر المتدني الذي يضع الملحد والكافر في كفه واحدة وبمقياس العلم لا يستحقان أن يكونا بشر ولا يستحقان الانتساب إلى البشرية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
4 تعليقات