(8) أكواد البشرة… والرقم السري
وهكذا على مستوى الإنسان والحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات والكائنات الدقيقة مثل الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات، وهكذا في سلسلة متصلة الحلقات منذ أن كان الإنسان جنين في بطن أمه إلى أرذل العمر ونهاية الحياة.
وتستمر مكونات الإنسان وهذه المخلوقات حتى بعد تركها للحياة من خلال عملية بيولوجية معقدة تؤكد عظمة الخالق الله سبحانه وتعالى في كل ما خلق وأبدع وصوَّر كما أن أكواد البشرة وأرقامها السرية تمثل أحد أهم أجهزة الرقابة الذاتية للإنسان التي خلقها الله لرقابة الإنسان في كل أحواله في حياته.
الهدف من الحديث عن النشويات في السكريات الأحادية والثنائية، الحديث عن الأكواد والأرقام السرية الموجودة في هذه المواد وفي مكونات الإنسان بشكل عام ومكونات البشرة بشكل خاص، مثل الحديث عن أهمية البروتينات في حياة الإنسان دون الإشارة إلى التفاصيل الطبية والعمليات البيولوجية.
إنما الهدف هو استخراج الأكواد والأرقام السرية من باطن الكربوهيدرات والنشويات والاستشهاد بها بشكل علمي على قدرة الله سبحانه وتعالى على جمع هذه الأكواد وتلك الأرقام السرية المنقوشة داخل خلايا الإنسان وتحمل بصمته على مستوى الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة والتي تعبر عن شخصيته بكل أبعادها الثلاثية والرباعية وما لا نهاية من تصويره وتكوينه في كيانه ومعيته.
منذ أن نفخت فيه الروح فأصبح بشرًا سويًّا وحتى نزع الروح منه فيصبح رمة وتراب لا قيمة له ولكن يحتفظ بذاكرة من الأكواد والأرقام السرية داخل ترابه أو داخل روحه التي تركته وذهبت إلى بارئه.
وكأنها كتاب مفتوح يتحدث عن شخصيته بأدق ما فيها من تفاصيل وحتى في أكواده وأرقامه السرية داخل مائة وثمانية من الجسيمات الأولية داخل الذرة الواحدة وداخل مائة ترليون ذرة في الخلية الواحدة وداخل مائة ترليون خلية في جسد وزنه مائة كيلو جرام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر