مقالات

(11) أكواد البشرة… والرقم السري

عند نقص الكربوهيدرات في الجسم خاصة جلوكوز الدم، فمخزون الكبد من الجليكوجين يستخدم لتعويض النقص وإذا استنفذت كمية الجليكوجين المخزونة في الكبد وهي بحدود 80-100 غرام، فإنَّ الجسم يلجأ إلى تكسير البروتين من العضلات وغيرها من أجزاء الجسم المحتوية على البروتين.

 وذلك لتوفير الجلوكوز للجهاز العصبي المركزي، حيث يمكن للجسم تحويل البروتين إلى جلوكوز، وحيث إن البروتين يقوم بوظائف حيوية جدًا فإن نقص الجليكوجين والمواد الكربوهيدراتية عمومًا في الجسم يؤدي إلى ضعف الإنسان نتيجة استهلاك البروتين من الجسم.

وهذا معناه أنَّ خلايا الجسم خلايا عاقلة تملك القدرة في التصرف عند حدوث نقص في مكان ما، فتقوم بتعويضه بشكل عفوي وكأنها تحمل في طياتها البرامج الخاصة بمعرفة مواطن النقص والزيادة في مختلف خلايا الجسم على مستوى الجسيمات الأولية والذرات داخل الخلية الواحدة.

آثار نقص الكربوهيدرات في الجسم

وهذا معناه، أن الصيانة الذاتية قائمة في الجسم على قدم وساق وعلى مدار اللحظة بحيث تمنع حدوث انهيار على مستوى الجسم بشكل عام ولا على مستوى الأعضاء المهيمنة على الجسد مثل المخ، فكان من الضروري الإسراع بتوفير الطاقة للمخ من مصدر آخر مثل العضلات والكبد في قلة ونقص الجلوكوز في الدم في وجود أجهزة حساسة تقيس كل هذه المستويات وتحمل في طياتها أكواد وأرقام سرية.

وكل هذه العمليات الحيوية تقضي على فكر الملحد، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك وجود الله سبحانه وتعالى، كما أنها تقضي على فكر الكافر الذي ينكر البعث في الآخرة، فلولا وجود تكسير الجليكوجين في العضلات والكبد لتكوين الجلوكوز لنقصت الطاقة للمخ ففقد قدرته على العمل، ما يقضي على حياة الإنسان وهذا يؤكد حدوث البعث والفناء في الدنيا.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »