(10) جوجل… والأعمدة الخمسة المتحكمة في الكون والإنسان 

كما أن الخلافة والأسماء في جوجل ومنتجاته تُمثلان علامة تجارية بارزة لا يمكن لجوجل الاستغناء عنهما، فإنَّ الكلمات أيضًا تُمثل حجر الزاوية في كل ما يتعلق بأمور جوجل ولها نفس معنى الخلافة والأسماء في جوجل ومنتجاتها.

فالسيرة الذاتية لجوجل كلها كلمات، فجوجل شركة أمريكية عامة متخصصة في الإعلان المتصل بخدمات البحث وإرسال رسائل بريد إلكتروني على الإنترنت عن طريق الجي ميل وكلمة جوجل اختيرت بناء على المُهمة التي تقوم بها الشركة لتنظيم كل هذا الكم الهائل من الكلمات في صورة معلومات على الشبكة العنكبوتية.

بالإضافة إلى نشر كلمات المواقع التي توفر معلومات نصية أو رسومات متحركة أو ثابتة في صورة قواعد بيانات وخرائط على الشبكة العنكبوتية وبرامج الأوفيس والأوركوت التي تتيح الاتصال عبر الشبكة بين الأفراد ومشاركة أفلام وعروض الفيديو والإعلان عن نسخ مجانية إعلانية من الخدمات التكنولوجية وكل هذه المعلومات تحمل في طياتها كلمات .

 كما يقع المقر الرئيسي والذي يحمل كلمة جوجل بليكس في مدينة ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا وتأسست جوجل بواسطة لاري بايج وسيرجي برين عندما كانا طالبين بجامعة ستانفورد في الرابع من سبتمبر عام 1998، وكلها كلمات.

وحتى الآن تعتمد شركة جوجل على الكلمات كلما تمددت في نشاطها أو زاد انتشارها حول العالم، فلو تصورنا أن جوجل كشركة ليس لها كلمة تتكون منها وليس لها محرك البحث جوجل وهو كلمة توضع له فهل كان أحد يعرف جوجل إلا من الكلمة التي يكتب بها؟ ومن غير الكلمة يصبح جوجل عدم.

وكل الخدمات والمنتجات التي يقدمها جوجل هي في صورة كلمة حتى مقر جوجل سواء كان المقر الرئيسي في أمريكا أو المقرات الفرعية حول العالم هي كلمات، فلو أن جوجل ومقراته حول العالم لا يوجد لها كلمات تعرف بها من حيث المبنى وعدد الغرف الموجودة فيه والشارع وعنوانه والمدينة والبلد والقارة الموجود فيها جوجل، فهل كان أحد يعرف أو يفهم عن جوجل شيء وهذا معنى وأهمية الكلمات التي علمها الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام، حيث قال تعالى: “فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عليه ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” (البقرة: 37).

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر