(6) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
ربطت رحلة الإسراء والمعراج صعودًا وهبوطًا بين رحلة نزول القرآن الكريم من الملأ الأعلى، ورحلة صعود محمد صلى الله عليه وسلم إلى الملأ الأعلى وسجل القرآن الكريم رحلة الإسراء والمعرج بشكل واضح وصريح في سورتي الإسراء والنجم ويبدو أن رحلة الإسراء والمعراج قد أخذت نفس المسار الذي نزل به القرآن الكريم من الملأ الأعلى بمراحله السبعة.
فمسار نزول القرآن الكريم، في المرحلة الأولى كان من عند الله سبحانه وتعالى وفي المرحلة الثانية أخذ اسمه العربي وفي المرحلة الثالثة حفظ في اللوح المحفوظ وفي المرحلة الرابعة نسخ في بيت العزة وفي المرحلة الخامسة اطلع عليه جبريل عليه السلام وفي المرحلة السادسة نزل على محمد صلى الله عليه وسلم في الأرض ومنه إلى الصحابة وفي المرحلة السابعة انتقل إلى البشرية بواسطة الصحابة.
رحلة نزول القرآن الكريم والإسراء المعراج
أمَّا الإسراء والمعراج، فكانت الرحلة الأرضية منه في الإسراء وهو الانتقال من المسجد الحرام وفي وسطه الكعبة المشرفة بمكة المكرمة والذي يمثل المكان الذي ولد وبعث فيه محمد صلى الله عليه وسلم، ونزل عليه أول آيات القرآن الكريم.
فحمله الله سبحانه وتعالى رسالة الإسلام إلى البشر جميعًا حتى قيام الساعة وهذا إعلان من الله سبحانه وتعالى بمركزية المسجد الحرام الذي تتوسطه الكعبة المشرفة في مكة المكرمة وفي ظهور دعوة الإسلام الخاتمة على غيرها من الرسالات وتأكيد هذه المركزية في إعلان الولاء لله سبحانه وتعالى من بيته الحرام.
والمسجد الحرام وفي مركزه الكعبة المشرفة أوَّل بناء في الأرض بنته الملائكة قبل آدم عليه السلام ثم أعاد بناء الكعبة على قواعدها إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بعد طوفان نوح عليه السلام قال تعالى: “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” (الحج: 26)، وقوله تعالى: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعليمُ” (البقرة: 127).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات