(27) الإسراء والمعراج… معجزة إلهية
هناك الكثير من المعاني التي يمكن استباطها من رحلة الإسراء والمعراج والتي تدور حول قيام بشر في شخص محمد صلى الله عليه وسلم بغزو الفضاء والوصول إلى السماوات السبعة من أكثر من ألف وأربعمائة سنة في معجزة سجلت في القرآن الكريم ولن تتكرر لأحد مرة أخرى على مدار الزمن.
في الوقت الذي يتغنى فيه العالم بالوصول إلى القمر التابع للأرض وبعض توابع المجموعة الشمسية مثل المريخ بالرغم من أن المجموعة الشمسية تُمثل في حجمها 0.01% من حجم الشمس الذي يصل إلى 99.99% من المجموعة الشمسية ودرب التبانة التابعة له المجموعة الشمس يساوي تريليون وسبعمائة وخمسين مليار شمس.
ودرب التبانة يُمثل واحد من اثنين تريليون درب يحتوي كل واحد من هذه الدروب على تريليون كوكب ونجم وتشغل هذه الدروب في الكون أقل من 0.01% والجزء الباقي من الكون والذي يُمثل 99.99%، مجهول ولا يعرف عنه أحد شيء سوى أنه مادة مظلمة وطاقة مظلمة عوضًا عن الأكوان المتعددة الأخرى التي لا يعرف عنها العلم شيء، هذا في السماء الدنيا فقط، فما بالنا بالسماوات السبعة وما بعدها في سدرة المنتهى والبيت المعمور وحملة العرش.
استنباط العديد من المعاني من رحلة الإسراء والمعراج
وهذه الرحلة وما فيها عبر وعظات وآيات عجيبة لا يصدقها إلا مؤمن بالله سبحانه وتعالى ولا يُنكرها إلا كافر به، لكنها تؤكد مدى التكريم والشرف الكبير الذي ناله محمد صلى الله عليه وسلم من صاحب الدعوة الله سبحانه وتعالى ومن حامل الدعوة جبريل عليه السلام ومن البراق الذي حمل المدعو إليه محمد صلى الله عليه وسلم، عوضًا عن الترحاب الذي لاقاه من سكان الملأ الأعلى.
وهذه الرحلة تؤكد أن الله سبحانه وتعالى موجود حتى ولو لم نراه، فتقضي على فكر الملحد الذي ينكر وجود الله سبحانه وتعالى، وتؤكد في مساراتها المختلفة حدوث البعث في الدنيا والذي ينكره الكافر في الآخرة فتقضي على فكر الكافر.
كما أن رحلة الإسراء والمعراج فيها، الأعمدة الخمسة التي بني عليها الكون في الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء، كما أنها تؤكد أن رحلة الإنسان في الحياة هي عبارة عن إسراء بجسده ومعراج بروحه في كل الحالات من الولادة وحتى الممات.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد