(12) الإسلام… والقبلتين
قيم الإسلام التي صاغها في الكليات، أكدها القرآن الكريم والسنة النبوية في الجزئيات، أمَّا الرأسمالية والشيوعية لا يهمهما من القيم الإنسانية والقوانين الأخلاقية، إلا بقدر ما يحقق لهما من جمع الثروات بعد السيطرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تمكنهما من امتلاك السلطة والثروة والسيطرة على المجتمع وتوجيه الوجه التي تصب في مصلحة فئة طفيلية قليلة من الناس.
ولذلك انهارت الشيوعية وستلحق بها الرأسمالية مع أنها أم الشيوعية، بالرغم من أن كلاهما على النقيض في الفكر والتنظير وعندما فشلت الشيوعية في إصلاح الرأسمالية سقطت وها هي الرأسمالية تتهاوى تحت أقدام ضربات فيروس الكورونا القوية والتي أظهرت مدى هشاشة المنظومة الرأسمالية الغربية، ولن تتركها إلا بعد أن تنهار على رؤوس أصحابها وسيكون البديل لهؤلاء جميعًا، الإسلام الذي يمثل الوسطية في كل شيء بعد أن فشلت المذاهب البشرية في الشيوعية والرأسمالية.
قيم الإسلام في القرآن الكريم والسنة النبوية
ومن هنا كان من الضروري البحث عن الآلية والأدوات التي تمكن الإسلام من العودة إلى العالم لرفع الظلم عن كاهل الناس وملء الفراغ وإحقاق الحق وإبطال الباطل والحفاظ على حياة الإنسان المكرم دون إفراط أو تفريط ودون وعود كاذبة أو تضليل فالجميع سواسية أمام عدالة الإسلام لا فرق بين إنسان وآخر إلَّا بالتقوى والعمل الصالح والإنتاج.
ولذلك آن الأوان لعودة الإسلام من جديد لقيادة دفة الحضارة العالمية وإعادة روح التضامن إلى الإنسانية على أساس من المحبة والإخاء فالأصل واحد، وكلكم لآدام وآدم من تراب وهذا المعيار هو الذي يضمن للإنسان في أن يعيش حياة سعيدة آمنة مطئنة ويتمكن بها من العبور الآمن إلى الآخرة، غير ذلك لا أمن ولا أمان في الدنيا ولا عبور أمن إلى الآخرة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر