(13) الإسلام… والقبلتين
كل هذا يعود بالدرجة الأولى إلى غياب وتغييب الإيمان وتضييع العباد حقوق الله سبحانه وتعالى في غياب الواجبات مع أنه وهبهم الحياة ويستطيع أن يسلبها منهم في لحظات فجاءت النكبات على الإنسان من كل حدب وصوب فلم ينفعه علمه ولا غناه ولا تقدمه ولا حضارته التي تغني بها على مدار عشرات السنوات بعد إعلانه موت الإله في غباء منقطع النظير.
بعد أن فقد العقل والعلم والحلم والأناة وعطل وسائل إدراكه في السمع والبصر والشم والتذوق والإحساس فعاش في طلب الحرام وعاش على الحرام في كل حياته من الألف إلى الياء، فكان أخس وأحقر من كل المخلوقات حتى الحيوانات، قال تعالى: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا” (الفرقان: 44).
وإذا بفيروس ضعيف حجمه نانوميتر مثل كورونا يحول الكرة الأرضية إلى جحيم ويغلق كل منافذ الحرية ويعطل الحياة البشرية ويجعل العيش في الحجر الصحي أمنية والابتعاد عن الناس أصبح أمله في الحياة حتى لا يفقد الحياة.
فأغلق الكرة الأرضية بالضبة والمفتاح وأعاد البشرية الحمقاء إلى الوراء عشرات السنوات لأنها أغلقت عينيها وكل وسائل إدراكها عن رب الأرض والسماوات، فكان الجزاء من جنس العمل، قال تعالى: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ” (النحل: 112).
غياب الإيمان تسبب في فساد حال الإنسان
وأصاب الخوف والهلع عامة الناس وخاصتهم على فقدان حياتهم، لأن فيروس كورونا يهاجم الجهاز التنفسي ويصيبه بالتلف والضمور والوفاة ولا يشعر الواحد منهم بالخوف والهلع من ربه الذي منحه الجهاز التنفسي ومنحه الهواء الذي يتنفس به، بالرغم من انحرافه وانحلاله وقلة ضميرة وكذبه وخداعه لنفسه وللآخرين.
فلن يصلح كل الذي فات إلا بالإقرار بالذنب والتوبة النصوحة والإقرار بضعف الإنسان وقدراته المحدودة أمام قدرة الله العزيز الجبار، قال تعالى: “وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عليهمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عليهمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إلىهِ ثُمَّ تَابَ عليهمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” (التوبة: 118).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد