(30) الإسلام… والقبلتين
كان الهدف من الحديث عن أهمية المسجدين والقبلتين يتمحور حول أهمية الصلاة في الإسلام وعظم شأنها عند الله سبحانه وتعالى، فلها منزلة خاصة ومكانة مرموقة وعليها يعتمد إسلام المرء من عدمه، كما أنها فرضت في الإسراء والمعراج، التي تمثل أعظم رحلة عرفتها الإنسانية، فكانت الصلاة هي التي فرق بين المسلم والكافر.
ذكرها الله سبحانه وتعالى في الكثير من آياته وأشاد بها، وأثنى على من يقوم بأدائها في وقتها الأداء الأمثل لمكانتها عند الله سبحانه وتعالى، فالذي يقيم الصلاة يؤمن بالغيب ويصدقه بكل أنواعه، قال تعالى: “الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ” (البقرة: 3).
كما أنها تمثل الوحدة الجامعة في حياة المسلمين، سواء كان في إقامة شعائرها على الوجه الأمثل وفيها كل أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها الإسلام في الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج، قال تعالى: “وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ” (البقرة: 43).
كما أن الصلاة دعاء وذكر، وتعلم المسلم الصبر على الأذى والصبرعلى الطاعة والحلم والخشوع والتواضع وفيها أركان الإسلام الخمسة بما فيها الصوم الذي قوامه الصبر، قال تعالى: “وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ” (البقرة: 45). وقوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة: 153).
أهمية الصلاة في الإسلام
وسميت الصلاة بالصلاة لما فيها من الدعاء في القيام والركوع والسجود، والذي لا يكون إلا في الصلاة لله سبحانه وتعالى ولا لأحد سواه، فكانت تعبير من العبد بأمر ربه على شكر نعمته وفضله في حياته الخاصة التي منحها في الصحة بلا مقابل، وفي حياته العامة التي يعيش فيها في الكون بأسباب الله سبحانه وتعالى بمنحه وأفضاله التي لا تعد ولا تحصى.
فكانت الصلاة جزء من رد الجميل لله سبحانه وتعالى، بإظهار معنى الولاء والطاعة لأوامره ونواهيه مع أن الآثار الإيجابية المترتبة على أداء الصلاة تعود على الإنسان في صحته البدنية والمعنوية وهو المستفيد الأول والأخير من أداء الصلاة ولا تعود باستفادة أو نفع على الله سبحانه وتعالى، إنما رضاه عن عبده فيما لو أدى ما أفترضه عليه من الصلاة بحسن نيه وإخلاص وتفاني وحب على ما فرضه ربه من صلاة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر