(37) الإسلام… والقبلتين
يحدث مع الروح النورانية في ملكوت الله سبحانه وتعالى المعنوي واللامحسوس والتي تسيطر على الجسد وتوجهه وتديره حيث تشاء دون معرفة حقيقة عن سر وجودها، وإنما غموض يلفها من كل الأطراف في ذراتها وجسيماتها الأولية النورانية وفي داخل الخلية الواحدة وفي الأنسجة والأعضاء والأجهزة النورانية في ملكوت الله النوراني مع المعراج وروحه في الصلاة.
ويعمق من كل هذا المعنى في إسراء الصلاة بالجسد على الأرض وفي معراج الصلاة بالروح إلى السماوات العلا، ويلعب المسجدين والقبلتين دور حيوي ومحوري في تعميق هذه الصلة الواقعة في الصلاة بين العبد وربه.. ومن هنا برزت أهمية المسجدين وأهمية القبلتين في الإسلام.
وما يحدث للخلايا المادية والنورانية، مرتبط ارتباط وثيق بكل حركة يتحركها الإنسان في الحياة من خلال الإسراء بجسده والمعراج بروحه، وما ينطبق على الحركة ينطبق عن اللسان الذي يعبر عن مادية ونورانية خلايا جسم الإنسان بالكلام .
وما ينطبق على اللسان، ينطبق على تعبيرات الوجه والتي تمثل في مجملها مادية ونورانية خلايا الإنسان وأنسجته وأعضاءه وأجهزته ولكن في حركات الوجه وتعبيراته التي تعبر عن مادية الجسم ونورانيته دون حديث اللسان بالكلام.
وما ينطبق على الوجه واللسان ينطبق على الذات التي تشمل الاثنين معًا الوجه واللسان، وما ينطبق على الوجه واللسان والذات ينطبق على الجنان الذي يعبر عن ملكات الإنسان في الوجه واللسان والذات بمادية الجسد وروحه.
وهكذا تعمق الصلاة في نفوس مؤديها معنى الإيمان المشمول باللسان والوجه والذات والجنان في امتزاج رائع وواعٍ وممنهج بين الجسد والروح لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى خالق الكون والإنسان وهذا يمثل قمة الأداء في الصلاة التي تمثل صلة حقيقية بين العبد وربه، وفي مركزها القبلتين ومحرابها المسجدين، فجمعت بينهما وربطتهما برباط وثيق لا ينفك عراه إلا بقيام الساعة وانهيار الكون.
الروح النورانية وأهمية الصلاة
وهكذا كانت أهمية الصلاة وأهمية فرضها في السماوات العلا، حتى يدرك الإنسان ويعي ويفهم مقامه ومنزلته ومكانته عن ربه وفي نفس الوقت يطيع ربه فيما أمره به ونهاه، لأن كله يصب في مصلحة الإنسان المكرم في الدنيا والآخرة ومن هنا كان أهمية المكان للمسجدين وأهمية المكين للقبلتين في الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
3 تعليقات