(7) قيم… رمضانية

إذا بحث الإنسان عن بقاء نوعه فإنه قد لا يلتفت إليه بقدر التفاته إلى إشباع شهوته وغريزته الجنسية في كثير من الأحيان خارج إطار الزواج الذي لا يؤمن به أيضًا في كثير من الأحيان، فيصاب بكل الأمراض الجنسية المهلكة التي تحوِّل حياته إلى جحيم لا يُطاق فتجعله يعيش ويعايش الألم والمعاناة طوال عمره أو قد تقضي على حياته في نهاية المطاف وهذا يذكرك بأنانية الإنسان وقصر نظره.

أمَّا إذا تمعنت النظر في الحديث عن الحفاظ على مصالح الناس فتجد الغش والكذب والتزوير والخداع والاحتيال والذي يصل إلى مستويات لا يمكن أن يقبلها إنسان ينتمي إلى الإنسانية على نفسه، فترى الفساد رؤيا العين في الخدمات التي تمس احتياجات الناس، فالمساكن والعمارات بنيت في معظمها على الغش والتزوير والكثير منها آيل للسقوط والانهيار، بسبب الإهمال والسرقات وغياب الضمير وقل أكثر من ذلك على رصف الشوارع والفوضى والعشوائية في البناء في وجود الإهمال وغياب التخطيط وهذا يذكرك بأنانية الإنسان وقصر نظره.

وحتى مياه الشرب الملوثة بالملوثات الظاهرة منها والمخفية وغياب الجودة والتقنية عن مياه الشرب الآدمية وكل ما يخص حاجات الناس في بيوتهم، لانعدام الضمير والأخلاق وعدم التخلق بخلق رمضان في الحفاظ على مصالح الناس طوال العام، فكل هذا عائد إلى أنانية الإنسان وقصر نظره.

وهذا قليل من كثير فكل خطوة تخطوها في الحياة وهكذا شاع الفساد والإفساد والقتل والخراب وسفك الدماء بفعل أنانية وانتهازية الإنسان وقصر نظره وفشله في التوفيق بين مصالحه الخاصة ومصالح الآخرين ومن ثمَّ لم يكن على الحياد في تعامله مع مخلوقات الله من بني جنسه أو حتى من الأجناس الأخرى، فأشاع في الأرض الفساد لأنه كان مختار.

وهذه القيمة الرمضانية العظيمة السابعة والتي يجب علينا أن نتعلمها، من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة، وأفصح لنا فيها رمضان، عن الدائرة الثانية في الدنيا في أن الاختيار في حياة الإنسان أدى إلى انكفائه على ذاته وبحثه عن مصالحه الشخصية، فأدى إلى شيوع الفساد في الكون بعد أن قبل أن يكون مختارًا في تسيير أمور حياته الدنيوية على هواه.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر