مقالات

(15) قيم… رمضانية

كل المنهج الذي حمله آدم عليه السلام إلى ذريته من بعده يتمحور حول إدراك أبناء آدم أن الهدف من هذا المنهج هو إعلان الولاء الدائم لله والتوحيد الخالص من الشرك والخضوع والاستسلام لأوامر الله ونواهيه في الأحكام المحكمة، أمَّا في الأحكام غير القطعية ففيها فسحة من الفهم واستعمال العقل وهذا هو باب التجديد المفتوح على مصراعيه في الإسلام إلى قيام الساعة.

وإذا كان الإسلام معناه السلامة من الفساد وإصلاح حال الإنسان بينه ونفسه وبينه وأسرته وأهله وبينه وجيرانه وبينه والعالم من حوله ومع كل الكائنات الأخرى حوله من حيوان ونبات وجماد وتناغم مع الكون الذي يحيط به ويحتويه، فيدخل في هذه المنظومة الإيمانية التي تسبح بحمد الله ولا يشذ عنها حتى يعيش الإنسان في أمن وأمان وسلام وطمأنينة.

ضرورة الخضوع لله والابتعاد عن الشرك

فالإسلام لم يكن دين المسلمين وحسب، بل دين جميع الأنبياء والمرسلين وصفا بانتسابهم إلى الخضوع والاستسلام لله، فكان الإسلام شهادة لجميع الأنبياء والمرسلين وصفا أمَّا الإسلام الفعلي والحقيقي الذي يحتوي على المنهج الشامل والكامل لإصلاح مادية ومعنوية الإنسان هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم ينسب إلى شخص رسوله.

 نحن مسلمون ولسنا محمديون، كما نسب الدين اليهودي إلى ياهوز بن يعقوب عليه السلام، أو كما نسب الدين المسيحي إلى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام وهذا معناه أيضًا أنه لا وجود لصكوك الغفران في الإسلام ولا يملك أحد مفاتيح الجنة والنار ولا يحق لأحد أن يرث الإسلام من بيت رسول الله وصحابته أو من صحابته وأتباعهم ولا ميراث في الإسلام، إلا للحفيظ العليم الله سبحانه وتعالى والعلم الذي يرثه العلماء، كي ينتقل بين البشر إلى أن تقوم الساعة.

وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الخامسة عشرة والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان عن الدائرة الثانية في الدنيا، بأن الإسلام دين الأنبياء والمرسلين وصفا، فاليهودية تنسب إلى ياهوز والمسيحية تنسب إلى المسيح، فإن الإسلام لا ينسب إلى شخص محمد صلى الله عليه وسلم، بل سمانا الله المسلمين واقعًا ملموسًا فنحن المسلمون ولسنا محمديون وهذا معناه أن كل المناهج التي تنسب الإسلام إلى جماعتها هي مناهج باطلة وغير شرعية ولا علاقة لها بالإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »