(22) قيم… رمضانية
بعد أن يستوفي الإنسان بنود العقد وشروطه يقر به ويعترف به ويوقع عليه بكامل إرادته وقواه العقلية ويقبل عليه بحب ورضا وعشق بعد أن استحضر كل ملكاته، لدراسة هذا العقد من كل جوانبه بعدها يأخذ هذا العقد موافقة كتابية من العقل بعد دراسة معمقة من كل خلايا الذهن.
ثم تنتقل كل بنوده بشكل تلقائي من حاشية الشعور إلى بؤرة الشعور في العقل، ومنها إلى الجزء العقلي من القلب، فيعقد عليها العقلين في العقل والقلب عقدة بعد قناعة تامَّة ودراسة شاملة والوقوف طويلًا على بنود هذا العقد فتسمى عقيدة.
وهذه العقيدة بعد عرضها على العقل واستقرارها في القلب لا يمكن أن تخرج منه بعد أن تمَّ توثيقها من قبل المتعاقدين بين الإنسان وربه، فالله ضمن له الرزق في كل حياته والإنسان شهد فيه بوحدانية الله في كل حياته.
وأنه يستحق الطاعة والعبادة فلا مكان في قلب الإنسان وعقله إلا لله وحده فلا يشرك معه أحد في طاعته ولو كان من أهله أو من البشر المختارين ولو كانوا من الأنبياء والمرسلين أو كانوا من الملائكة المقربين أو حتى من الشياطين ولو كان إبليس اللعين.
ضرورة الاستسلام والخضوع لأوامر الله ونواهيه مع استخدام العقل
فالعقيدة معناها الاستسلام والخضوع لأوامر الله ونواهيه مع استخدام العقل والفهم وإعمال الفكر في كل ما يدور حوله من مخلوقات الله التي لا تُعد ولا تحصى والإبداع والتجديد في كل ما يتعلق بحاجات الإنسان لتسهيل أموره في الحياة بلا إسراف ولا تقطير في إطار وحدانية الله.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الثانية والعشرون والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا من خلال الدائرة الأولى في حياة المسلم والتي تتمحور حول العقيدة والتي تعتمد على عقد موثق ومشهر بين الإنسان وربه بعد قبول الإنسان هذا العقد دون غصب أو إكراه بل رضى تام منه على كل بنوده.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر