(40) قيم… رمضانية
تأكيد أهمية أن يعيش الناس في مجتمع حر فإن سريان ميزان العدل بين أفراده يعتبر صمام أمان لهذه الحرية وإقامة الحرية والعدل يؤديان لا محالة إلى تقويم سلوك الأفراد والدفع بهم إلى مستوىات عالية من الصدق والأمانة وفي وجود هذه الصفات الأربعة في الحرية والعدل والصدق والأمانة والتي تتعزز بالشفافية والمساواة بين أفراد المجتمع.
وإذا كان الإسلام دين يتميز بالشفافية والوضوح فلا لبس فيه ولا غموض في العقيدة والعبادة والمعاملات فإن الشفافية مطلوبة في المعاملات اليومية، حتى تتثبت بها الحقوق وتتبين بها الحقائق وتكون أكثر مصداقية في المعاملات الاقتصادية.
فهي حجر الزوايا في بناء اقتصاد قوي متين لا تعتريه الثقوب ولا تتخلله التشققات ولا يمكن أن تصل إليه أيدي اللصوص والحرامية، فلا تتم فيه أو تعتمد عليه المعاملات الاقتصادية على أساليب الحيل والمكر والدهاء ونصب الشيراك الخداعية من أجل تعظيم المكسب الحرام والذي يؤدي إلى التدمير وإحداث الفوضى والانهيار ولهذا أشار القرآن الكريم إلى الشفافية في أكثر من موضع ومكان بكلام يبين ومبين.
أما المساواة في الإسلام فلا مكان فيها إلا من خلال المساواة بين أفراد المجتمع جميعًا في الحقوق والواجبات، فالمساواة بين الجميع تحمي المجتمع من الوقوع في فخ الانحرافات المادية والمعنوية، فالمساواة بين الرجل والرجل أو المساواة بين المرأة والمرأة في العقيدة والعبادة والمعاملة.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الأربعون والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا عن أهمية وجود نظام سياسي يعبر عن مصالح الشعوب ونظام اقتصادي قوي لا يمكن أن تصل إليه أيدي الفاسدين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد