(46) قيم… رمضانية
هي التي تدفع الإنسان إلى تحويل الاهتمام بالنظافة المادية والمعنوية عنوان الحضارة والتقدم إلى واقع في حياة الناس وتمكنه من البحث عن السبل الكفيلة لتعميق معنى النظافة في نفسه وبين بني جنسه وتدفعه إلى العمل بمقتضاها على توعية الآخرين بأهميتها وأهمية الحفاظ عليها، كما أنها تؤدي إلى رفع مستوى الذوق العام بين أفراد المجتمع، وتوطد من الشعور بالانتماء إليه والمحافظة على هويته وانتمائه، فمنحنى الذوق العام بين الناس هو الترمومتر الذي يُقاس به مدى تصاعد منحنى الحضارة في الأمة أو مدى انخفاضه في وجود التقدير والاحترام للآخر، فالنظافة من الإيمان.
وهذا يُعزِّز من روح التسامح بين أفراد المجتمع ويمد من حبال الود والحب والتآلف بين مختلف طبقاته، مما يجعل الفرد يشعر بحاجة الجماعة إليه ويشعر الجماعة بحاجتها إلى هذا الفرد بعد أن وعي الجميع أهمية الحفاظ على الجميع وعلى الصالح العام وكل هذه عوامل مؤثرة بلا شك على سلوكيات الأفراد في جنبات المجتمع وهي التي تدفعهم إلى الجد والعمل والإنتاج والشعور بالانتماء للمجتمع بين الأفراد في وجود النظام والانضباط وسيادة روح العمل الجماعي وعمل الفريق الواحد وتفضيله على العمل الفردي في أغلب الأحوال والذي يعتبر جزء هام ومحوري للساعين إلى النهضة من خلال تجويد الإنتاج.
في وجود نظام مؤسسي يتبنى خطط مستقبلية ممنهجة للتنمية والعطاء، تتقدَّم بخطى ثابتة واعية، لتحقيق النهضة التنموية لا تتغير بتغيير الأوجه أو بتغيير الأنظمة والحكومات بعد نهاية زمن الفرد المستبد الأناني وفي حضور زمن الأمة وفي وجود التضحية والإيثار على رأس كل التخصصات، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق وإيجاد علامة تجارية ومنتج حضاري ببصمة مصرية، ليس لها مثيل في العالم بعد تجويد المنتج وإعطائه الثقة في بعده المحلي والإقليمي والدولي، ثم الدفع به قدمًا إلى العالمية ساعتها سوف تفتح آفاق جديدة ومتجددة للتصدير.
وهذا يؤدي بدوره إلى فتح أبواب جديدة للمستثمرين ويعمل على حل مشكلة البطالة المزمنة، فيعيد الاستقرار والأمن والأمان إلى كل أبناء الأمة.
وهذه القيمة الرمضانية العظيمة السادسة والأربعون والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا، تؤكد أن النظافة المادية والمعنوية من الإيمان.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر