(18) إشراقات… رمضانية
إذا كنَّا قد تحدثنا عن أهمية الحفاظ على الضرورات الخمسة التي تحافظ على صحة الإنسان في الهواء النقي الخالي من الملوثات والماء النقي الخالي من الشوائب والطعام الشهي الخالي من المفسدات، فإن جماع كل هذا يعود على صحة الإنسان بالنفع إذا كان ذلك كذلك وإذا لم يكن كذلك عاد عليها بالخسارة والشقاء.
وإذا كان الهدف من الحفاظ على الصحة، يتمثل في إسعاد الإنسان في حياته فإن هذه السعادة تكمن في الحفاظ على العلم والسعي إليه فهو يمثل الضرورة الرابعة من ضروريات حياة الإنسان المادية وإذا كان العلم هو مناط العقل والتفكير فإن الإسلام قد أعلى من شأن العلم، ومكانة العلماء بين الناس.
العلم ضرورة لمعرفة الله
فلولا العلم ما عرفنا الله، ولولا العلم ما تمكنا من عبادة الله وطاعته على الوجه الذي يرضيه عنا ولولا العلم ما تعرفنا على مخلوقات الله في الكون ولولا العلم ما وقفنا على أسرار المخلوقات ولولا العلم ما فهمنا عظمة الخالق سبحانه وتعالى في تجهيز الكون، ليس فقط للحياة والسكن، ولكن أيضًا وضع مكامن التقدم في كل ركن من أركانه، فتستطيع من خلال تقنية المعلومات من نقل الكلمة والصوت والصورة، عبر الكرة الأرضية والفضاء في لحظات والذي جهز وأعد من أجل تحقيق كل هذه المعجزات ولولا العلم ما تمكنا من حل مشاكلنا في الدنيا وتقدير مصيرنا في الآخرة ولولا العلم لكان للبشر شأن آخر في الجهل والتخلف الذي يورث الفوضى والعشوائية والفشل والفساد والإفساد في الأرض.
وهذا فيه إعجاز هائل، فالعلم المسئول هو الذي يحافظ على الكون ومكوناته ويحمي كيان الإنسان والهدف الذي من أجله خلق وبقاءه ويحافظ على مقدراته ويجلب له الخير ولو كان كثيرًا ويدفع عنه الشر ولو كان قليلًا كي يجمع شمل نفسه وأسرته وأهله وجيرانه ومعه البشرية جمعاء فيعيش الجميع في أمن وأمان واطمئنان وسلام ورخاء، فيسعد بحياته في مشواره القصير في الحياة الدنيا فيطيع ربه ويقدم أقصى ما عنده من أجل أن يؤمن لنفسه آخرته المقبلة على معاد، دون تأخير في العمر أو تقديم ودون زيادة أو نقصان.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات