(21) إشراقات… رمضانية
العلم الذي نقصده في الإسلام هو العلم الشامل الذي يشمل كل مقتضيات الحياة وحاجات الإنسان المادية والمعنوية وكل ما يتعلق بالكون والحياة والنظر في كل ما يحيط بالإنسان من مشاكل وعقبات، فيتمكن من الوقوف على أسبابها، ويسعى إلى البحث عن حلول منطقية لها تتماشى مع طبيعة الإنسان وحبه للحياة فيقدمها في صورة أبحاث قابلة للتطبيق في شتى مجالات وشئون الحياة.
مما يساهم في حل مشاكل الحياة وتسهيل حياة الإنسان وتقديم أفضل ماعنده من خدمات في شتى المجالات ولن يكون كل هذا إلا من خلال طلب العلم والسعي الدؤوب إلى تطبيقه على أرض الواقع حتى يتمكن من إسعاد نفسه والحافظ على بيئته والكون الموجود حوله.
وبناء الإنسان بالعلم المادي الذي يهتم بماديات الحياة على وجه الإجمال يتساوى مع بنائه بالعلم المعنوي الذي يهتم بروحه من خلال المنهج الذي بعث الله به الأنبياء والرسل وهذا التكامل المادي والروحي، هو الذي يكون النفس الإنسانية ويجعل لها مكانة بارزة بين مخلوقات الله على الأرض.
فيقوي من شموخ هذا البناء الإنساني الراقي ويحفظه ويحافظ عليه ويجعله عصيًّا على الاختراق من الداخل من قبل الشيطان وأتباعه الجالسين له بالمرصاد ويمنعه من الانهيار من الخارج بفعل عوامل الزمن والمكان الذي يتحكم في مصيره في الحياة.
وهذا فيه إعجاز هائل، لأن كلا العلمين المادي والمعنوي موهوبين من الله سبحانه وتعالى، بعد أن وهب الله سبحانه وتعالى العقل للبشر مع طلاقة التفكير في وجود محاذير وخطوط حمراء تمنع العقل من الخروج عن المألوف فيقع في دائرة الجهل والأمية والتقليد والظن والشك والوهم بعد أن فقد الأهلية في معرفة البديهية والاستنباط أو كان أميًّا، لا يفرق بين اسم الحرف ومسماه فيسعى العلم بكل ما يملك من أدوات المعرفة إلى نفي تحريف المغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر