(25) إشراقات… رمضانية
من فضل العلم ومكانته في الإسلام الذي يجب أن نعرفه أنه دعوة للتفقه في الدين، لمعرفة حقيقة الإيمان بالله ونعمه في الدنيا وتنبيه الغافلين وتحذيرهم قبل فوات الأوان حتى يأخذ الحيطة والحذر من الآخرة المقبلة على معاد فلا يأخذ حظه من الدنيا وينسى الآخرة التي من أجلها خلق الله سبحانه وتعالى الحياة.
ومن فضل العلم ومكانته في الإسلام الذي نعرفه أن أهل الذكر هم أهل العلم بما أنزل الله على أنبيائه ورسله ومختصون بتبليغ العلم النافع دون رياء أو محاباة أو مجاملة أو طلب عرض من أعراض الدنيا الفانية فهم أفضل معبر عن العلم الذي جاء به الأنبياء والمرسلين.
ومن فضل العلم ومكانته في الإسلام الذي نعرفه أن الأمثال المضروبة في القرآن الكريم على تنوعها وعلى إطلاقها في استخدام الألفاظ العامة والمعاني التي تلامس أرض الواقع والمخصوص منها والذي يخص شيء بذاته لا يُدرك معناها ولا طبيعتها ولا فحواها ولا الغرض الذي من أجلها ضربت ولا الهدف الذي تهدف إليه أو ترمي به وتحض عليه إلا من أجل تنوير الناس وتوضيح معنى الحياة ودفعهم إلى الإيمان بالله ورسله.
وهذا فيه إعجاز هائل، فإذا كان العلم هو الوسيلة التي نفهم بها الإسلام كما أكدها القرآن الكريم في أول لقاء بين السماء والأرض في عنوان أول سورة وهي سورة العلق بمعناها الطبي وهو أحد أهم مراحل تكوين الجنين مما يعني أن الإسلام اهتم بالمعنى العلمي لبنية الإنسان وقدمه على المعنى الفقهي المتعلق بالروح والمنهج وهذا طبيعي وممنهج في تسلسل الأشياء، لأن خلق آدم من تراب تقدم على بعث الروح فيه حتى يصير بشرًا سويًّا.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد