(26) إشراقات… رمضانية
وإلَّا استحقت سورة الحج أن تكون هي أول سورة نزلت في القرآن الكريم وهذا له دلالة علمية كبيرة، وهي أن الإسلام دين العلم والمعرفة، قبل أن يكون دين المنهج والشريعة، بالرغم من أن كلاهما يكمل الآخر ولا غنى لإحداهما عن الآخر وهذا يعني في مجمله ما يعني أن فقه العلم المادي بالحياة وما فيها مقدم على فقه المنهج والشريعة بل ويحميه ويدافع عنه.
ولم يكتفِ القرآن الكريم بوضع أول كلمة في القرآن الكريم التي تدل على أخص التخصصات العلمية في الطب وهو علم الأجنة وهي سورة العلق وإنما ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذا القرآن ليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم.
وإنما هو من عند الله سبحانه وتعالى وإلا لم وضع عنوان طبي لأول سوره في القرآن الكريم، والذي لم يكتشفه الطب الحديث إلا في نهاية القرن العشرين، بعد اكتشاف الموجات فوق الصوتية أي بعد حوالي ألف وخمسمائة سنة من نزول القرآن الكريم.
وفي نفس الوقت، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن محمد رسول الله، وإلا ما تجرأ أن يضع هذا المسمى الطبي كعنوان لأول سورة في القرآن، لأنَّه ببساطة من الممكن أن يأتي أحد من العلماء أو من عامة الناس فيكذبه لوضعه هذا العنوان.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، لأن محمد صلى الله عليه وسلم لا يملك العلم ولا أدواته في ذلك الوقت حتى يتحدث عن علم الأجنة، ولا حتى القدرة التي تؤهله في أن يضع هذه التسمية بهذا العنوان وبهذه الجرأة وتلك الجراءة إلا إذا كان الله سبحانه وتعالى، هو الذي قد أمره بذلك.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب جامعة الأزهر
تعليق واحد