(27) إشراقات… رمضانية
كان للقراءة والقلم مكانة كبيرة في سبيل تعلم العلم والبحث فيه فلولا القراءة ما كان العلم والمعرفة التي أوجدت كل هذه الأفكار وتلك الأبحاث والابتكارات والاختراعات التي أنارت حياة الناس وحولتها إلى أيقونة من الهدوء والطمأنينة وراحة البال في الكثير من الأحوال والتي لا يعكر صفوها وصفائها إلا الأنانية والجشع والانتهازية التي جاء الإسلام ليخلص الناس منها في وجود كل معاني البذل والإيثار والتضحية من أجل عمارة الكون وتحقيق خلافة الإنسان.
وكان القلم هو الأداة التي تسجل كل هذه الانتصارات في مجال العلم والمعرفة من أجل تحقيق التقدم والازدهار علاوة على تسجيله لكل ما أتت بها الأديان والمناهج والشرائع وكل الإبداعات الثقافية والقفزات الحضارية على مر الزمن، وبه تدار دواليب الحياة في كل المجالات وكان وما زال وسيظل القلم هو محور العلم والمعرفة وعليه وبه ومن خلاله تقوم كل الحضارات وتتقدم في كل المجالات.
ومن ثم فإن هذه الكلمات المحورية الثلاثة التي افتتح بها القرآن الكريم آياته هي مفتاح الحياة والتي تتحكم في كل ما فيها إلى قيام الساعة فلولا العلق ما كان الإنسان ولولا الإنسان ما كانت القراءة ولولا القراءة ما كان القلم ولولا العلق والقراءة والقلم ما كان علم ولا معرفة ولا حضارة ولا حياة.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم تعانق فيه علم الإنسان مع علم الشريعة في كل مجال من خلال التفقه في الدين ومعرفة علم الشريعة وما يختص بمصالح الناس الدينية وتأكيد فهم علوم الدنيا الذي لا يقل أهمية عن فهم علوم الشريعة، لأن علوم الدنيا والتفقه فيها هي سبب كل تقدم ورخاء، مما يساعد على القيام بواجبات الطاعة وعمل الخير تجاه الناس.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب جامعة الأزهر