(28) إشراقات… رمضانية
معرفة علوم الدنيا والتفقه فيها تجعل المسلم يعتمد على ذاته في الحصول على احتياجاته اليومية فتنمي داخله الشعور بأهمية العلم والمعرفة والتي من خلالها ينمي فكره ويطور عقله استجابة لمتطلبات الزمان الذي يعيش فيه.
وفي نفس الوقت يحسن من مداخله الاقتصادية التي تساعده على حل مشاكله اليومية، فلا يصبح عبئًا على غيره ولا عالة على الآخرين، إنما يطور نفسه بنفسه، وبشكل ذاتي وتلقائي وانتقائي من أجل تحسين حاله مع استخدام كل أدوات الزمن وكل تقدم على مستوى البشر.
ولذلك نجد أن الذي يحمي الإنسان من الشطط ويمنعه من الوقوع في الذلل لن يكون إلا من خلال سلامة فكره وتقويمة وإعطائه مساحة من التطوير والإبداع من خلال قراءة صحيحة للإسلام وأهدافه ومراميه في الحفاظ على الضرورات الخمس في المنهج المادي لجسمه في الهواء والماء والغذاء والعلم والعمل.
والحفاظ على الضرورات الخمسة في المنهج المعنوي لروحه في الدين والنفس والنسل والمال والعرض وفي نفس الوقت العمل على تحسين أحواله المادية في الحد الأدنى والكفاية والرفاهية من خلال تقديم قراءة صحيحة للواقع الذي يعيش فيه ويحياه وكل هذا يقع تحت طائلة العلم والتفقه فيه.
ضرورة معرفة علوم الدنيا
وهذا فيه إعجاز هائل، لأنَّه من الضروري الأخذ بأسباب العلم الذي يجلب التقدم والرخاء والبعد عن أسباب الجهل التي تجلب التخلف والشقاء في العالم بشكل عام وفي عالمنا العربي والإسلامي بشكل خاص في غياب رؤية منهجية تحمي العام من الخاص وتمنع تخصيص العام، حتى تستقر الأوضاع ويأمن الإنسان على قوت يومه وحاضر ومستقبل نفسه وأبناءه.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب جامعة الأزهر