(31) إشراقات… رمضانية
ميزان الضرورات الخمسة قد تم توضيحه في آيات كثيرة منها، قوله تعالى: “قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ علىكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (الأنعام: 151).
ففي الحفاظ على الدين جاء قوله تعالى: “أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا”، والحفاظ على المال في قوله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ”، وفي الحفاظ على النسل في قوله تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ”، وفي الحفاظ على النفس في قوله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”، وفي الحفاظ على العقل في قوله تعالى: “ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”، وكان جماع الضرورات الخمسة في الحفاظ على العقل، لأن الحفاظ عليه يعني المحافظة على هذه الضرورات وغيابه يعني فسادها.
وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الحفاظ على الضرورات الخمسة، كما ورد في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: “بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه، فبايعناه على ذلك”.
ضرورة الحفاظ على ميزان الضرورات الخمسة
وهذا فيه إعجاز كبير، لأن الهدف من الحفاظ على الضرورات الخمسة المادية في الحفاظ على الهواء والماء والطعام والعلم والعمل هو في الحفاظ على صحة الإنسان المادية وحمايتها من الضعف والهون للقيام بمسئوليات الضرورات الخمسة المعنوية والتي حضَّ عليها الإسلام في الحفاظ على الدين والنفس والنسل والمال والعقل، فيتكامل فيه المادي والمعنوي، كالروح والجسد.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد