(36) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية
أكد الحق سبحانه، أن المخلوقات قائمة بأمره بعد خلقها وأن أمره أزلي غير مخلوق، ليصبح قيام المخلوقات به، بعد خلقهما بالحق، القول الثابت الذي لا يتغير وهو قوله كن، فلو كان الحق مخلوقًا ما خلق به المخلوقات، لأن الخلق لا يخلق بالمخلوق بل بالخالق سبحانه، قال تعالى: “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” (الحجر: 85).
وعلى هذا يكون خلق الله الماء، ثم العرش على الماء ثم خلق الأرض والسماوات في الأربعة أيام الأولى، وقدر فيها أقواتها في يومين، فيكون عدد الأيام التي خلقت في السماوات والأرض بالتوازي ستة أيام، فخلق السماوات والأرض في يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء، وقدر فيها أقواتها في يوم الخميس والجمعة وفيهما سويت السماوات ودحيت الأرض، و في آخر ساعة من يوم الجمعة خلق الله آدم في عجل وهي التي تقوم فيها الساعة.
وأوحى في كل سماء أمرها فخلق في كل سماء زينتها وكواكبها التي تنيرها ومعها ملائكتها والخلق فيها وخلق في السماء الدنيا مصابيح تضيئها مثل شمسها وقمرها ونجومها وكواكبها ومجراتها، وقيل إن في كل سماء من سماوات الملأ الأعلى فيها كواكب تضيئها.
وإذا كان هناك فراغ داخل الذرة الواحدة، فكيف تتماسك السماء والأرض في وجود هذا الفراغ الهائل في محيط الذرة الواحدة ومجموع الذرات المنثورة في الكون والموزعة على أنحائه وتتحكم فيها القوى الأربعة في المادة العادية في الكون من خلال قوة وتحكم الكهرومغناطيسية والنووية القوية والنووية الضعيفة والجاذبية وهي التي تجعل الجزء المعلوم من الكون قوي وصلب بالرغم من وجود الفراغات بين الذرات.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، لأن القوة الكامنة داخل الذرة تمثل الحق الثابت الذي لا يتغير، تتحكم في وجود الكون والإنسان واستمراره إلى حين في وجود صيانة ذاتية دائمة للذرة ومكوناتها.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر