(43) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية

السبب وراء ظهور السماء بألوان مختلفة يعود إلى وجود أشعة الشمس وانعكاس وانكسار الضوء القادم منها، عند عبوره الغلاف الجوي للأرض واصطدامه بمكوناته من الهواء والغبار وغيرها وإذا كان الضوء يتكون من سبعة ألوان مختلفة تبدأ بالأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي وتنتهي بالبنفسجي.

فعندما نرى السماء حمراء في الغروب والشروق، فهو ناتج من امتصاص اللون الأحمر بواسطة مواد منتشرة في الغلاف الجوي والتي تعكس باقي ألوان الطيف فنرى السماء باللون الأحمر، وعندما نرى السماء زرقاء، فهو ناتج عن امتصاص اللون الأحمر والبنفسجي بواسطة مواد عابرة في الغلاف الجوي التي امتصت اللونين الأحمر والبنفسجي وعكست باقي الألوان فظهرت لنا السماء باللون الأزرق.

وإذا كان الجو صافٍ فإنك ترى السماء زرقاء وتميل إلى أن تصبح بيضاء لأنه لم يحدث انكسار وانعكاس للضوء بصورة كبيرة، أمَّا عندما نرى السماء سوداء لأن الضوء الذي يأتي من الشمس لم يعد يأتي بسبب كروية الأرض، فلا يحدث أي انكسارات للضوء، فنرى السماء سوداء.

قال تعالى: “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ” (الزمر: 5).

فإذا كانت الأرض كروية من الخارج فهي مسطحة من الداخل قال تعالى: “وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ” (الغاشية: 20)، والسماء تمثل الفراغ والفضاء المحيط بالأرض، فهي ممتدة في الفراغ إلى مال النهاية فكيف يكون للسماء لون.

ومن هنا نجد أن السماء تمثل لغز كبير ومحير للإنسان بشكل عام وللعلماء بشكل خاصة، خاصة إذا علمنا أن حياة الإنسان في الأرض مرتبطة بوجود السماء وما ينزل منها من ماء كان وما زال وسيظل سبب وجود حياة على الأرض.

وهذا فيه إعجاز هائل وكبير، فالسماء مظلمة والأرض مسطحة عندما تنظر إليها من الداخل ولكنها مكورة عندما تنظر إليها من الخارج، وفي كلا الحالتين أشار إليهما القرآن الكريم في آياته كحقائق علمية ثابتة لا تتغيَّر.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر