مقالات

(12) مشروع الفسيلة… ودروس من الهجرة

حضور الدولة في آلية عمل المشاريع الصغيرة هو الذي مكن دول مثل اليابان وألمانيا والنمور الآسيوية والصين وغيرها، من أن تشهد طفرة اقتصادية ضخمة، شريطة أن يتوفر لدى القائمين على الأمر، النية في إحداث نهضة تنموية حقيقة من خلال العلم والبحث فيه، وليس من خلال شيء آخر.

فشركة مثل أبل الأمريكية، بدأت مشروع صغير عام 1976، ثم وصل عدد العاملين فيها حول العالم إلى 115000، وبلغ عدد الفروع 478 متجر تجزئة، في 17 دولة اعتبارًا من مارس 2016 تشمل الصناعة كل ما يخص الكمبيوتر مثل، عتاد الحاسوب، برامج الحاسوب، إلكترونيات استهلاكية، توزيع رقمي، تصميم الرقاقات ومكونات الأجهزة، الاستثمارات المالية في الشركات، أمَّا المنتجات فيصل عدد المنتجات إلى اثنى عشر منتج، يُمثل اثنى عشرة فكرة في الحد الأدنى وتشمل ماك، آي بود، آي فون، آي باد ساعة، أبل تلفاز، أبل ماك، أو إس، آي أو إس، ووتش أو إس، تي في أو أس، أي لايف، أي وورك، وقيمتها التسويقية اثنين تريليون دولار.

وبلد مثل سنغافورة، مساحتها لا تتعدى 700 كم2، وعدد سكانها لا يتجاوز 5 ملايين نسمة، ويتحدث شعبها خمسة لغات، ويصل الناتج القومي إلى أكثر من 350 مليار دولار، والاحتىاطي في البنك السنغافوري يتجاوز ثلاثمائة مليار دولار، وتعتبر سنغافورة رابع أهم مركز مالي في العالم.

ويُعد مرفأ سنغافورة خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط، وفي مؤشر جودة الحياة التي تنشره وحدة الاستخبارات الاقتصادية، في مجلة الإيكونوميست، حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى، في آسيا والمرتبة الحادية عشرة على مستوي العالم، ووفق مؤشر هينلي وشركاؤه للقيود على التأشيرات عام 2014 احتل الجواز السنغافوري، المركز السادس على مستوى العالم، حيث يمكن من حمله دخول 167 دولة من دون تأشيرة مسبقة.

اعتماد الدولة على إدارة مخلصة

وكل هذا لأن هذه الدول تعتمد على إدارة مخلصة، في وجود أفكار اقتصادية واعدة، تعتمد على تطوير الأفكار القديمة، في وجود أفكار جديدة ومتجددة، تتميز بالإبداع والابتكار والاختراع، وليست دول متخلفة تعتمد على فرض مزيد من الضرائب، التي تفشل كل المشاريع الاقتصادية، إن كان هناك مثل هذه المشاريع، التي تعتمد على الاستهلاك، في غياب أي فرصة للإنتاج والتصدير، والتي قد تكون معدومة، في غياب العلم والبحث فيه.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »