(21) مشروع الفسيلة… ودروس من الهجرة
تُمثِّل الفسيلة وحدات اقتصادية متخصصة، متعددة المهام والوظائف، تعتمد في بنيتها التحتية على انتقاء عناصر معدة بشكل علمي من خلال ثقافة التدريب والعمل والإنتاج، تعمل بشكل ذاتي وتنقسم بشكل تلقائي، وتتوسع في محيطها.
في وجود الفكرة التي تعتمد على الإبداع والابتكار والاختراع والقائمة على التطوير الدائم من خلال استقطاب الكفاءات المؤهلة لذلك من البؤر العلمية، المنتشرة في جميع مؤسسات الدولة بشكل عام، والمؤسسات التعليمية بشكل خاص، وظيفتها تحويل الفكرة إلى منتج في أقصر وقت ممكن.
بحيث توفر كل الحاجات الأساسية لمجتمعها، بتقنية ومهنية ومهارة عالية، وتؤدي إلى إحداث طفرة اقتصادية وعلمية في قراها ومدنها ووطنها، مؤذنة بظهور مجتمع الوفرة، ومن ثمَّ التصدير إلى مختلف أقطار العالم، من خلال علامات تجارية عالمية تمتلكها عن علم وجدارة.
امتلاك العلامات التجارية
فامتلاك العلامات التجارية ذات الجودة العالية، من خلال أفكار مبتكرة ليس لها مثيل على المستوى العالمي، هو الذي يؤهل مشاريع الفسيلة، فتكون لها اليد الطولي في إيجاد وخلق منتج ذات جودة عالية وبمواصفات عالمية، مما يساعد على الإنتاج والتصدير في شتى المجالات.
ومن هنا نجد أن الدول المتقدمة في امتلاك العلامات التجارية، هي التي تمتلك اقتصاد قوي، يحمل في طياته القدرة على التصدير، ويتمكن من امتلاك العملة الصعبة، فتضبط ميزان المدفوعات، وتحد من التضخم وتقلص الفجوة بين التصدير والاستيراد، بل ويتعدى التصدير على الاستيراد في كل المجالات.
ولذلك لم يكن من الغريب أو العجيب أن تتقدم أمريكا، في امتلاك العلامات التجارية والتي وصلت إلى أكثر من مليون ونصف علامة تجارية، تليها الصين بعلامات تجارية وصلت إلى 750 ألف علامة تجارية، ثم اليابان بعلامات تجارية وصلت إلى ثلمائة وخمسين ألف علامة تجارية ثم ألمانيا وغيرها.
وتقديم أفكار راقية ومبدعة، على مستوى الجودة والإنتاج، وعرض ما تتميز به البلاد من مميزات وقدرات تختلف عن الدول الأخرى، هو الذي يؤدي إلى جذب مزيد من الاستثمار، في وجود طبقة عريضة من المستهلكين القادرين على استيعاب المنتج الجيد في كل التخصصات.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد