(2) الإسلام… في ميلاد الرسول
تمكن الغرب وأتباعه في الشرق وفي مختلف أقطار الأرض، من القيام بحملة ممنهجة، فجيش الجيوش من العلمانيين وأنصاف المثقفين، وبقايا دعاة التنوير، بعد أنفق عليهم مليارات الدولارات وجميعهم من المفلسين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، على مدار أكثر من ألف سنة من الحروب الصليبية، وهم يدعون إلى حضارة الغرب الهالكة والمتهالكة والتي في طريقها إلى الزوال، بعد أن اقترب نجمها من الأفول في بضع سنوات، بعد أن طغت المادة فيها على الروح، وضاعت القيم وتدهورت الأخلاق الإنسانية، فما بالك بالقيم الأخلاقية التي دعا إليها موسى وعيسى عليهما السلام .
فتخلى الغرب عن جُلَّ القيم الأخلاقية، التي دعت إليها التوراة بعد نزولها جملة واحدة على موسى عليه السلام في الطور، بأرض مصر المباركة، وكان من المفترض أن تأخذ التوراة بعين الاعتبار من قبل اليهود، والتي دعت إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، ونبوة موسى عليه السلام، وكان من المفترض أن تأخذ التوراة بأيدي أتباعها من اليهود، بعد تأهيلهم ومن ثمَّ توصيلهم إلى الإسلام العلم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والذي دعا إليه موسى عليه السلام من قبل وصفا، قال تعالى: “وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعليه تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ” (يونس: 84).
وكان من المفترض أن يأخذ الإنجيل بعين الاعتبار من قبل النصارى، الذي دعا إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ونبوة عيسى عليه السلام، والذي نزل به عيسى عليه السلام، بأرض فلسطين المباركة، وكان من المفترض أن يأخذ النصارى بعد تأهيلهم ومن ثمَّ توصيلهم إلى الإسلام العلم، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، والذي دعا إليه عيسى عليه السلام حواريه من قبل وصفا، قال تعالى: “وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ” (المائدة: 111).
موسى وعيسى أقرا بالإسلام الوصفي
فكلا النبيين العظيمين، موسى وعيسى عليهما السلام، قد أقرا بالإسلام الوصفي، ودَعَوَا أتباعهما، من خلال التوراة والإنجيل، الذين أرسلا بهما من عند الله، إلى الإيمان بالإسلام الوصفي عقيدة وشريعة، والذين طبقوه عمليًّا على أرض الواقع في حياتهما، من خلال سلوكهما في الحياة، والذي يتمثل في الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، ومن ثمَّ إعلان الولاء لله.
والإسلام في المقابل، حافظ على التوراة والإنجيل وأكد القرآن الكريم، الإيمان برسالة موسى وعيسى عليهما السلام، فلما الخلاف والاختلاف في الإسلام وعلى الإسلام، الذي حافظ على الكتب التي نزلت على الأنبياء والمرسلين، وجعلهم وحدة واحدة من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يدعو كل من موسى وعيسى علىهما السلام، إلى الإسلام الوصفي، الذي وصف أتباعهما وصفًا دقيقًا في الطاعة والانقياد لله، والاستسلام والخضوع لأوامره ونواهيه.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
3 تعليقات