(12) الإسلام… في ميلاد الرسول
أكدت الكثير من الآيات القرآنية على الإسلام الذي جمع بين دفتيه، الإسلام الوصفي والإسلام العلم والذي يربط دائمًا، آدم وأبناءه وأحفاده بالإيمان بالله الواحد، وبالإسلام لله الواحد إلى قيام الساعة، قال تعالى: “قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إلى أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ” (الأنبياء: 108).
وكان الإسلام وسيظل دعوة الأنبياء والمرسلين، ومنطلق الإيمان بوحدانية الله والدعوة إليها، لأنه الهدف الأول والأخير، من خلافة آدم عليه السلام في الأرض عن الله، الذي منحه هذا التوكيل، فكان الأصل في كل رسالات الأنبياء والمرسلين، والتي جمعت في الرسالة الخاتمة، وكملت بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ” (الزخرف: 69).
ولم يكن الهدف الاكتفاء فقط، بدعوة الآباء والأجداد، إلى إعلان الولاء لله والإيمان بوحدانية الله، إنما كان الهدف انتقال هذه الدعوة الإيمانية إلى الأحفاد والذرية، على مدار الزمن وإلى قيام الساعة.
الدعوة للولاء لله في الآيات القرآنية
قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (الأحقاف: 15).
ثم تحدث القرآن الكريم، عن أفضل رسالة يحملها الإنسان في حياته الدنيا، والتي تتمثل في الدعوة إلى الله، الذي خلق الكون وخلق الإنسان، وأوجد له كل أسباب استبقاء حياته في الدنيا إلى حين، فكانت الدعوة إلى الإسلام، تأكيدًا لهذا المعنى الجامع المقصود من الحياة، خالصة لله وفي الله.
قال تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (فصلت: 33).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن يفرد فيه القرآن الكريم الكثير من الآيات، الحديث عن الإسلام، والتي تؤكد أن الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، هو الذي رضيه الله لخليفته في الأرض وأبناءه من بعده إلى قيام الساعة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد