(17) الإسلام… في ميلاد الرسول
تكمن أهمية الحديث عن الإسلام في ميلاده صلى الله عليه وسلم وصفًا وعلمًا، لأهميته البالغة في كف يد أعداء الإسلام وقطع ألسنتهم، حتى لا يتطاولوا على القرآن الكريم وسنة الرسول، وكلاهما يُمثلان أعظم منحة إلهية وأكبر هدية ربانية، منحها الله للبشر حتى يكسبوا خير الدنيا، والتي نعيش فيها بأسباب الله، فما بالكم بخير الآخرة التي يعيش فيها البشر في نور الله.
لكن الطامة العظمى والمعضلة الكبرى والمشكلة الكبيرة التي وقع فيها بعض البشر، وغيرهم من دعاة العلمانية وأنصاف المثقفين وبقايا دعاة التنوير من المفلسين، الذين لا يعلمون أنهم لا يعلمون، والذين لا يعرفون أنهم لا يعرفون والذين لا يفهمون أنهم لا يفهمون، أن علمهم محدود بحدود وسائل إدراكهم.
فعلم الإنسان محدود، ووسائل إدراكه محدودة، فكما أن السمع والبصر والشم والتذوق محدود، فإن العقل والعلم والفكر محدود بمحدودية وسائل الإدراك المختلفة للإنسان، فكيف يطال علم الإنسان المحدود علم الله اللا محدود.
فالذي يقيم قدرات الإنسان العقلية، والتي تعتمد في مجملها على العقل في الدماغ، والقلب في الصدر، كما يفهم من العلم واستنبطاته، يتضح أن الروح تمثل 99.99%، من وزن النفس البشرية بمقاييس العلم المادي، بينما يمثل الجسد المادي بمقاييس العلم المادي أقل من 0.01%، وهذه المعايرة المادية للروح والجسد تكلمت عنها مرارًا وتكرارًا في موقع إعجاز، حتى يفهم الناس أن علمهم محدود بمحدودية الجسد عند مقارنته بالروح.
أمَّا حديث العلم عن الجسد، الذي يمثل 0.01%، فإن علم الإنسان عن الحامض النووي الذي يمثله هذا الجسد في الخريطة الجينية للإنسان محدود، فالمجهول من الحامض النووي البشري يُمثل 99.99%، بينما يمثل المعلوم من الحامض النووي 0.01%، وهذا المعلوم من الجسد في صورة الحامض النووي يُمثل 0.01 %، والذي يحتوي على عشرين ألف جين، المجهول من هذه الجينات يمثل 99.99%، بينما المعلوم منها أقل من 0.01% في سلسلة متصلة الحلقات.
أهمية الحديث عن الإسلام
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يقضي على فكر الكافر والملحد والمشرك والمنافق، وينهي تطاول دعاة العلمانية من أنصاف المثقفين وبقايا العلمانيين الذين يتطاولون على الإسلام دون عقل أوعلم أو فكرأو فهم أو إنسانية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد