(25) الإسلام… في ميلاد الرسول
الإسلام هو دين الله الواحد وإذا أعطى الإنسان الخليفة ظهره للإسلام، مهملًا إياه أو متنكر له.
فإن كل شيء في السماوات والأرض قد أعلن الإسلام لله، طوعًا وبمحض إرادته أو كرهًا رغم عن أنفه ورغمًا عن إرادته.
فكانت حرية الاختيار كالإنس والجن، أو مسيرًا مثل سائر المخلوقات، قال تعالى: “أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإلىهِ يُرْجَعُونَ” (آل عمران: 83).
فالإيمان بالإسلام، واقع لا محالة على سائر المخلوقات ومن سائر المخلوقات، طوعًا أو كرهًا، لأن كل شيء مخلوق في الحياة، لا يستطيع أن يعيش أو يمارس حياته بشكل طبيعي، إلا من خلال الامتثال لخالق الكون والإنسان وسائر الكائنات وهذا هو الإسلام.
الإسلام.. دين الله الواحد
معنى هذا، أنَّه إذا رفع الإسلام الغطاء عن الكون وتركه، في آلية عمل الكواكب والنجوم والمجرات وامتثالها لأوامر الله، انهار الكون في لحظات، لأن آلية عمل الكون وصيانته الذاتية في نفسه وبنفسه، تعتمد على الامتثال لهذه الأوامر، والتسليم لله في كل شيء وهذا هو الإسلام وإذا خرج الكون عن هذه الإرادة الذاتية وتلك الأوامر الربانية، التي تتحكم في وجوده، انهار واختفى ومعه كل المخلوقات.
وآلية عمل الخلايا والأنسجة والأعضاء في الإنسان، تعتمد على الإسلام، فإذا رفع غطاء الإسلام عن الإنسان، في آلية عمل الخلايا والأنسجة والأعضاء وامتثالها لأوامر الله، انهار الإنسان وانقرض في لحظات، لأن وجود الإنسان في الحياة يعتمد بشكل أساسي وذاتي على الصيانة الذاتية في نفسه وبنفسه والتي تعتمد على الامتثال لهذه الأوامر، والتسليم لله في كل شيء، وإذا خرج الإنسان عن هذه الإرادة الذاتية وتلك الأوامر الربانية، التي تتحكم في وجوده، انهار واختفى ومعه كل المخلوقات.
وما يُقال عن الكون ويقال عن الإنسان وعلاقتهما بالإسلام، يقال عن الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات والكائنات الدقيقة من ميكروبات وفيروسات وفطريات وطفيليات، تدار بالإسلام ومن خلال الإسلام، بالامتثال لله وأوامره.
قال تعالى: “وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ” (الرعد: 15).
لأن الامتثال لأوامر الله ونواهيه من خلال التسبيح الدائم، تمثل الإسلام ولا شيء سواه، فهو الذي يهب هذه الكائنات الحياة في الكون والإنسان وسائر المخلوقات، ومن غيره تصبح عدم وتذهب إلى التراب.
قال تعالى: “تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا” (الإسراء: 44).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يُمثل فيه إلاسلام روح الكون ووجوده وروح الإنسان وحياته، وسبب في وجود واستمرار هذه الحياة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر