(40) الإسلام… في ميلاد الرسول
إذا كان الكون وما فيه من كواكب ونجوم ومجرات، والإنسان وما فيه من خلايا وأنسجة وأعضاء والحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات والكائنات الدقيقة من ميكروبات وفيروسات وفطريات وطفيليات، تسبح بحمد الله امتثالًا لأمره واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام، فإن لهذه المكونات ذاتية في التسبيح لا ندركها ولا نعرف طبيعتها ولا حقيقتها ولا كنهها ولا نفقهها.
قال تعالى: “تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا” (الإسراء: 44).
وإذا كانت كل مخلفات الكون وما فيه يُعاد تدويرها، فتدخل في دائرة لا أوَّل لها ولا آخر من العمليات الكيميائية، التي تنتهي بإعادة تكوين كل مكونات الكون والإنسان على مستوى الجسيمات الأولية والذرات والجزيئات والخلايا، كل حسب نوعه وطبيعة الوظيفة القائم بها، بحيث لا يوجد زيادة ولا نقص في مكونات الكون وما فيه، امتثالًا لأمره واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
فإن معنى هذا أن كل شيء في الكون فيه حياة، وبالتالي فإن كل شيء في الكون يموت ويهلك بعد نهاية حياته، امتثالًا لأمره واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإلىهِ تُرْجَعُونَ” (القصص: 88).
وما بين الحياة والموت، تبرز عظمة الخالق سبحانه وتعالى في إدارة شئون الكون بين الحياة والموت، بشكل دقيق ومعتبر، وفي كلا الحالتين يستسلم من يعيش في الحياة لإرادة الله في الحياة ويستسلم من ذاهب إلى الموت لأمر الله وكل من الاستسلام والامتثال لله، في إطار الإسلام.
قال تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ” (تبارك: 1- 2).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فمسار الحياة والموت يتم امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر